توفي عاملان مياومان بمنطقة الشلالات بعين حرودة اختناقا، أول أمس الأحد، داخل قناة لمياه الصرف الصحي، حيث تم سحبهما من داخل القناة من طرف منقذ سباحة استعانت به عناصر الوقاية المدنية. وقد فارق الضحيتان الحياة بعدما وجدا صعوبة في التنفس داخل القناة، فيما لايزال شخص ثالث، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، حسب مصادر «المساء»، كان مع الضحيتين داخل القناة، يتلقى العلاج بمستشفى مولاي عبد الله بالمحمدية، والذي وصفت وضعيته ب»الحرجة»، حيث إنه لم يتجاوز بعد عتبة الخطر. وأضافت المصادر ذاتها أن الضحيتين يتحدران من منطقة أزيلال وهما شابان، الأول في سنته ال18، فيما يبلغ الثاني 26 سنة. وأكدت المصادر ذاتها أنه تمت الاستعانة بخدمات منقذ سباحة، والذي توغل إلى داخل المجاري واستطاع انتشال الشخصين، اللذين كان أحدهما كان جثة هامدة فيما كان الآخر يجد صعوبة كبيرة في التنفس، حيث فارق الحياة بعد لحظات قليلة من انتشاله. وأضافت المصادر ذاتها أن عملية الانتشال تمت بمساعدة بعض سكان الحي الذين وقفوا في البداية عاجزين عن تقديم أي مساعدة لإنقاذ الضحايا من الموت خوفا من عواقب المغامرة بالدخول إلى مجرى المياه. وعبرت مصادر جمعوية بمنطقة عين حرودة عن استيائها لهذا الحادث المؤلم الذي كان سببا في مصرع الشابين فيما لايزال الخطر يهدد حياة ثالثهما، متسائلين عن الوسائل التي يفترض أن يجهز بها هؤلاء العمال حفاظا على سلامتهم، وهو ما يعتبر «إهمالا» لأرواح الفئات الهشة وتعاملا «جافا ومجحفا» و»لامسؤولا» في حق العمال المياومين الذين يعلمون في ظروف محفوفة بالمخاطر، في الوقت الذي يفترض أن تكون فيه السلطات المسؤولة حريصة كل الحرص على توفير وسائل العمل للمياومين مهما كانت المهام التي يقومون بها نظرا لطبيعتها الخطيرة عموما والشاقة، وهو ما يعتبر صونا لكرامة هؤلاء العمال وحفاظا على سلامتهم الجسدية من جميع الأخطار حتى لا تتكرر مثل هذه المشاهد المؤلمة التي تحز في النفس، خاصة أنه حتى عناصر الوقاية المدنية في الكثير من الأحيان لا تتوفر على وسائل إنقاذ متطورة لإسعاف هؤلاء الضحايا. يشار إلى أن العمال الثلاثة الذين يتحدرون من منطقة أزيلال يعملون في صيانة قنوات الصرف الصحي.