قال النائب حسن علاوي من فريق حزب الاستقلال، بمجلس النواب، إن كافة أعضاء الحزب الذي ينتمي إليه مستاؤون مما جرى في دولة سويسرا، بمنع تشييد المآذن في المساجد، مؤكدا أن المسلمين في العالم استنكروا اللا تسامح الديني في هذا البلد. وأكد علاوي، الذي كان يتحدث، مساء أول أمس، بمجلس النواب، أنه كباقي المغاربة يثمنون ما صدر عن المجلس الأعلى لهيئة علماء المسلمين، الذي يرأسه، أمير المؤمنين محمد السادس، من بيان استنكاري، مشيرا إلى أن المواطن السويسري، يجهل تعاليم الدين الإسلامي السمحاء، لكونه سقط ضحية تيارات هدامة من داخل الدين، لا تعي أن بسلوكها وخطاباتها وممارستها وطريقة دعوتها ولباسها وهيئتها، تشوه سمعة الإسلام، حتى أن البعض يتحدث عن إسلام مزيف مقابل إسلام حقيقي. وتساءل علاوي عن كيفية مجابهة هذا الوضع، من خلال تطبيق إستراتيجية لنسف ما يقوم به البعض لتشويه صورة الإسلام. ومن جهته، قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن موقف المغرب كان واضحا، إزاء الاستفتاء الذي شهدته سويسرا حيال منع إقامة المآذن في المساجد، حيث إنه لم يخرج عن نطاق الاستنكار، مستندا في ذلك على بيان المؤسسة العلمية التي يرأسها أمير المؤمنين، الذي رفض، من خلال البيان، التوجه الرامي إلى منع بناء الصوامع في المساجد، ورأى فيه نوعا من أنواع التطرف والإقصاء، وتناقضا للصورة الحضارية التي للمسلمين عن سويسرا. وقال التوفيق إن المغرب لم يكتف بإصدار ذلك البيان وكفى، ولكن أتبعه بقرار ثان، ذلك أن منبرا آخر عزز هذا الموقف، وهو خطبة الجمعة التي حضرها أمير المؤمنين الملك محمد السادس بمسجد الإمام علي بن أبي طالب بمنطقة إملشيل ، والتي أشار فيها الخطيب إلى أن المغرب استنكر منع بناء منارات المساجد، لأنه لا يقبل أن تحرم الإنسانية من أصوات ترتفع خمس مرات في اليوم بالدعاء إلى الفلاح والصلاح، مشددا على أن واجب الاستنكار والرفض يدخل هنا في الدفاع المأمور به شرعا عن معالم الدين. وأوضح التوفيق أن قرار المغرب الاستنكاري يعبر عن موقف الدبلوماسية المطلوبة، في دفاعها عن صورة الإسلام في الخارج. وقال التوفيق: «إنني كدارس للتاريخ أعتبر أن ما جرى ويجري في أوروبا منذ القرن 15 لا يخرج عن نطاق حملات التخويف من الآخر، و بالأخص الخوف من الإسلام، فهناك ضحايا لهذا التخويف المستمر، وعلى المسلمين تعميق النقاش فيما بينهم لإيجاد آليات لمواجهة ذلك الخوف»، مؤكدا أن المسلمين عليهم طمأنة الآخر.