لازال قرار حضر بناء الصوامع في المساجد بسويسرا يثير ردود فعل دولية من المغرب، فلسطين،مصر وأندونيسيا والسعودية... ومن قبل منظمات دولية ومحلية، تستنكر وتندد بهذا القرار الذي يضرب عرض الحائط مبدأ حرية المعتقد، وينتهك حق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية بسويسرا، والذي من شأنه أن يخلق توترات تتسبب في عدم اندماج الجاليات المسلمة في المجتمع السويسري. وأبرز رودود الفعل هذه، ففي المغرب استنكر المجلس العلمي الأعلى لما أعلن عنه في سويسرا من منع بناء الصوامع في المساجد مهما كان مصدره، واعتبر في نفس الآن أن الأمر فيه نوع من أنواع التطرف والإقصاء، مستغربا هذا الموقف، الذي يجده مناقضا للصورة الحضارية التي للمسلمين عن سويسرا، وأعرب المجلس عن الأمل في أن يبتكر الحكماء في هذا البلد أسلوبا يؤدي إلى إبطال هذا المنع. ومن جانبها أعربت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) عن استغرابها من نتائج الاستفتاء الذي جرى في سويسرا والقاضي بحظر بناء المآذن في البلاد. وأكدت المنظمة في بيان لها أن حظر بناء المآذن في سويسرا يتعارض كليا مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومع الاتفاقية الدولية حول التنوع الثقافي، ومع المبادرة الدولية لتحالف الحضارات. واعتبرت أن نتائج الاستفتاء الذي جرى يوم الأحد الماضي في سويسرا، ستساهم في إذكاء مشاعر الكراهية والعداء والتمييز الديني والعنصري، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بسابقة قد تبادر دول أخرى بالقيام بمثلها لاضطهاد الأقليات فيها وحرمانهم من حقوقهم الدينية التي يكفلها القانون الدولي. ودعت الإيسيسكو المنظمات والمؤسسات والمراكز الثقافية الإسلامية في سويسرا، وفي غيرها من الدول الأوروبية، إلى القيام بحملة حضارية للكشف عن السلبيات التي تنطوي عليها نتائج هذا الاستفتاء، كما ناشدت المنظمة الإسلامية، التي يوجد مقرها بالرباط، مجلس الأديان في سويسرا التدخل للتعريف بالإسلام لدى الرأي العام السويسري، محذرة من أن نتائج هذا الاستفتاء ستكون لها انعكاسات سلبية على العلاقات بين سويسرا ودول العالم الإسلامي. كما استنكرت منظمة المؤتمر الإسلامي هذا القرار واعتبرته منافيا للحرية الدينية ولممارسة المسلمين شعائرهم الدينية بسويسرا. ومن جهتها ترى منظمة أمنستي إنترناشيونال أن التصويت بنعم في سويسرا بخصوص منع بناء المآذن يعد خيبة أمل كبرى، وعبرت المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان، عن أسفها للتصويت ب «نعم » في الاستفتاء الذي جرى بسويسرا بخصوص حظر بناء المآذن، مؤكدة أن هذا التصويت يعد«مفاجأة وخيبة أمل كبرى، وأكدت المنظمة أن حظر بناء المآذن بسويسرا يعد انتهاكا لحرية العقيدة بالنسبة للمسلمين القاطنين فيها، ولعدم جواز التمييز على أساس المعتقد الديني كما هو منصوص على ذلك في عدة مواثيق دولية خاصة بحقوق الإنسان، والتي تعد سويسرا طرفا فيها. وأكد دافيد دياز جوجيكس، نائب مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى بأمنستي إنترناشيونال، أنه أمر صادم أن تقبل سويسرا، وهي البلد الذي يتميز بتقليد عريق في التسامح الديني، والذي منح اللجوء لضحايا الاضطهاد، بمقترح يندرج ضمن التمييز الصارخ، وحسب جوجيكس، فإن المنع العام لبناء المآذن ينتهك حق المسلمين في سويسرا في ممارسة شعائرهم الدينية ويمكن أن يضر بصفة دائمة بعملية اندماج المسلمين». أما المجلس الإسلامي البريطاني الذي يعد أكبر جمعية إسلامية ببريطانيا، أكد أن نتائج الاستفتاء بحظر بناء المآذن بسويسرا يعد تطورا تراجيديا ومؤسفا، وأوضح المجلس، الذي يضم أزيد من 500 منظمة ومسجد وجمعية ومدرسة في كافة أنحاء بريطانيا، في بلاغ له أن هذا التصويت يظهر أن «المجموعات العنصرية لأقصى اليمين بصدد ربح معركة الأفكار بخصوص مستقبل أوروبا».