أعربت المنظمة الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان "أمنستي إنترناشيونال"، التي يوجد مقرها في لندن، عن أسفها للتصويت ب " نعم " في الاسفتاء الذي جرى بسويسرا بخصوص حظر بناء المآذن ،مؤكدة أن هذا التصويت يعد "مفاجأة وخيبة أمل كبرى". وأكدت المنظمة ،أن حظر بناء المآذن بسويسرا يعد "انتهاكا لحرية العقيدة بالنسبة للمسلمين القاطنين فيها ،ولعدم جواز التمييز على أساس المعتقد الديني كما هو منصوص على ذلك في عدة مواثيق دولية خاصة بحقوق الإنسان، والتي تعد سويسرا طرفا فيها ".
وأكد دافيد دياز جوجيكس ،نائب مدير برنامج أوروبا وآسيا الوسطى ب( أمنستي إنترناشيونال)، أنه " أمر صادم أن تقبل سويسرا، وهي البلد الذي يتميز بتقليد عريق في التسامح الديني، والذي منح اللجوء لضحايا الاضطهاد، بمقترح يندرج ضمن التمييز الصارخ ".
وحسب جوجيكس، فإن "المنع العام لبناء المآذن ينتهك حق المسلمين في سويسرا في ممارسة شعائرهم الدينية و" يمكن أن يضر بصفة دائمة بعملية اندماج المسلمين".
وأعربت المنظمة عن أملها في أن يتم إلغاء هذا المنع سواء من طرف المحكمة الفيدرالية السويسرية (أعلى سلطة قضائية بالكونفيدرالية)، أو من طرف المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
ومن جانبه، أكد المجلس الإسلامي البريطاني ،الذي يعد أكبر جمعية إسلامية ببريطانيا ، اليوم الاثنين، أن نتائج الاستفتاء بحظر بناء المآذن بسويسرا يعد " تطورا تراجيديا ومؤسفا".
وأوضح المجلس، الذي يضم أزيد من 500 منظمة ومسجدا وجمعية ومدرسة في كافة أنحاء بريطانيا، في بلاغ له أن هذا التصويت يظهر أن "المجموعات العنصرية لأقصى اليمين بصدد ربح معركة الأفكار بخصوص مستقبل أوروبا".
وحذر المجلس كذلك من أن المجموعات العنصرية ومن خلال وصم الجاليات المسلمة بأفكار تشجع على كراهية الأجانب، " بصدد اكتساح الساحة في أوروبا".
وأضاف المصدر ذاته أن المساجد والمآذن بالمدن الأوربية تقدم مثالا حول "طبيعة الإسلام في أوروبا"، محذرا من محاولات أقصى اليمين الهادفة إلى المساس بالإرث الناتج عن التعايش بين مختلف الديانات والثقافات بأوروبا.
وقال السيد محمد عبد الباري، الأمين العام للمجلس الإسلامي البريطاني ، إن نتائج الاستفتاء بسويسرا، التي تشكل "سابقة خطيرة"، تحذو بالمسلمين وأشخاص آخرين إلى التكاثف لصد محاولات أقصى اليمين، مؤكدا أن الأمر يتعلق بمعركة من أجل "مستقبل تعددي وتقدمي في أوروبا".