مازالت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حائرة في أمر اختيار المدرب المناسب لقيادة «أسود الأطلس» في القادم من الأيام، بعد توصلها بمجموعة من نهج السير، وبعد تعالي الأصوات بضرورة تعيين مدرب جديد لإعداد منتخب وطني قوي، وتمكين المدرب الجديد من جمع أكبر عدد من المحترفين المغاربة وفتح قنوات الاتصال مع العناصر الجديدة التي تود أن تحمل قميص المنتخب، ومع العناصر المحترفة الأخرى التي توصلت برد الفيفا الذي يسمح لهم باللعب رفقة الأسود. وتتحدث مصادر جامعية عن أن العائق الكبير الذي وقف كحائط في إسراع الجامعة في الإعلان عن الربان الجديد، هو اصطدامها مع المبالغ الخيالية التي يطالب بها أي مدرب وضع نهج سيرته لدى الجامعة وفتح قنوات التفاوض مع الجامعة لتدريب المنتخب الوطني. وأضافت المصادر ذاتها أن العديد من الأسماء الأجنبية التي قدمت طلبات الإشراف على المنتخب تطالب بأجور شهرية تتراوح مابين 200 و300 ألف دولار شهريا وهي مبالغ اعتبرتها الجامعة خيالية، ولم يسبق في تاريخ الكرة المغربية، حسب المصادر ذاتها، أن وفرت أجرا شهريا من هذا القبيل لمدرب ما أشرف في ما سبق على تدريب المنتخب الوطني. وفي سياق متصل، أوردت المصادر ذاتها أن الجامعة تتجه نحو تعيين مدرب بهوية فرانكفونية، وأن الأسماء المطروحة بقوة هي المدرب الفرنسي والمستشار الإعلامي براديو RMC لويس فيرنانديز، والذي يعيش منذ مدة في بطالة وفي حاجة ماسة إلى عمل بعدما خاب ظنه وأمله الأخير في تدريب فريق راسينغ سانتاندير الإسباني الذي صرف النظر عن فيرنانديز وعين ميجيل أنخيل بورتوجال مدربا جديدا له، وهو المعطى الذي يرجح فرضية إمكانية تعيين الجامعة هذا الفرنسي الإسباني لقيادة الأسود، مادام أن أجره الشهري لن يتعدى الأجر السابق الذي كان يحصل عليه المدرب الفرنسي السابق للمنتخب الوطني المقال روجي لومير، زد على ذلك الأخبار التي أوردتها مصادر إعلامية فرنسية والتي تتحدث عن رغبة المحترفين المغاربة بالدوريات الأوربية بأن يشرف فيرنانديز على تدريب المنتخب الوطني بحكم معرفته الكبيرة بالكرة الوطنية، والتي راكمها من خلال صداقته مع مجموعة من اللاعبين المغاربة، بل إن بعض الصحف الفرنسية ذهبت إلى كون مصطفى حجي يقود حملة ترويجية للمدرب فيرنانديز بين المحترفين المغاربة، وأن حجي سيكون المدرب المساعد لفيرنانديز إذا ما توصلت الجامعة إلى اتفاق نهائي مع هذا المدرب بحكم العلاقة الجيدة التي تربط الجانبين والتي تعود إلى الحقبة التي كان فيها فيرناديز مدربا لإسبانيول برشلونة، فقد كان سببا في توقيع مصطفى حجي عقدا مع الفريق الثاني لبرشلونة. أما الاسم الثاني، والذي يطرح بقوة في المنابر الإعلامية السعودية والبلجيكية وحتى داخل مصادر القرار بالجامعة فهو المدرب البلجيكي إريك غيريتس، مدرب الهلال السعودي والذي قالت مصادر صحافية بلجيكية إنه حل بالمغرب وتفاوض مع رئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، وأن الطرفين وصلا إلى اتفاق نهائي يقضي بموجبه تدريب غيريتس المنتخب الوطني بداية من من شهر مارس المقبل أي مباشرة بعد نهاية الدوري السعودي، لكن تصريحات لهذا الأخير لمجموعة من الصحف السعودية رجحت فرضية رفض المدرب البلجيكي للمقترح المغربي، وأن قدميه لم تطأى قط مقر الجامعة الملكية المغربية، حيث قال بالحرف: «ما ذكر بأنني غادرت إلى المغرب للتفاوض غير صحيح، والهلاليون يثقون بي 200 في المائة، ورئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد أعطاني الصلاحيات والثقة واللاعبون يؤدون ماهو مطلوب منهم، وبذلك فلن أغادر الهلال». لكن غيريتس لم ينف توصله بعرض من الجامعة لقيادة أسود الأطلس، حيث أكد تلقيه عرضا من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتدريب المنتخب الوطني، وأنه رفض العرض المغربي احتراما للعقد المبرم بينه وبين إدارة نادي الهلال، وهي التصريحات التي اعتبرتها الصحافة البلجيكية مجرد ذر للرماد في عيون إدارة نادي الهلال السعودي، خاصة وأن غيريتس حسب المصادر ذاتها أبدى موافقة مبدئية على تدريب المنتخب، وأنه مقتنع بنجاح المهمة في حال الوصول إلى حل توافقي بالنظر إلى معرفته بمحيط اللاعبين المحترفين بالدوري الفرنسي والبلجيكي والهولندي.