أنهت الشرطة القضائية بابن سليمان السبت المنصرم كابوس عمليات السطو، الذي خيم منذ أشهر على سكان عدة أحياء سكنية بالمدينة رغم تواجدهم بها، بعد أن تمكنت من اعتقال اللص الخفي أو ما أصبح يعرف ب(روبين هود ابن سليمان) الذي كان يسرق المنازل في وجود أصحابها، كما أنه كان يتعشى من ثلاجة ومطابخ الضحايا قبل التجول في الغرف والسطو على ممتلكاتها. روبين هود ابن سليمان لم يكن يسرق الأثرياء بهدف توزيع المسروقات على الفقراء، ولكنه كان يسرق الفقراء ومتوسطي الدخل لقضاء نزواته في الجلسات الحميمية والسكر وتدبير حياته اليومية الراكدة. مدبر السرقات التي بلغت 17 عملية سطو أدى إلى اعتقال أربعة أشخاص ممن كانوا يشترون منه المسروقات من أمتعة وذهب، وأحيلت الشبكة المكونة من خمسة أشخاص على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالبيضاء وتوبع أفرادها بتهم السرقة الموصوفة وهتك العرض بالعنف المتبوع بالسرقة وبيع وشراء المسروقات وحيازة عبوة مسيلة للدموع (كريموجين) وسلاح أبيض عبارة عن ساطور مستورد، وقد شملت عملياتهم منازل بأحياء القدس والسلام والإداري ولالة مريم وفيلاج بنيورة. وعلمت «المساء» أنه تم استدراج اللص من مكان سكنه بضواحي المدينة إلى مقر مصلحة الشرطة حيث تمت مواجهته بتهم السرقة المنسوبة إليه، وكذا تهمة اغتصاب فتاة بعد أن سطا على ما بداخل غرفة تكتريها رفقة أشقائها القرويين، واعترف اللص الذي كان يقوم بعمليات السطو وحيدا وبطرق غريبة بارتكابه ل17 عملية سرقة، سطا خلالها على حلي ذهبية بقيمة تفوق 60 ألف درهم ومبالغ مالية، فيما نفى أنه اغتصب الفتاة التي أكدت أنها توسلت إليه بألا يفض بكارتها، فاكتفى بهتك عرضها وسرقة ما تيسر من أدوات منزلية ونقود. كما حجزت مصالح الشرطة ثماني بطانيات (مانطات) وزربيتين وثلاث دراجات هوائية سليمة وخمسة مفككة من داخل مسكنه القروي. بداية الكشف عن هوية اللص توصلت مصلحة الشرطة القضائية منذ أشهر بعدة عمليات سطو تتم بطرق جد متطورة وتستهدف منازل آهلة بالسكان، حيث يفاجأ رب أو ربة الأسرة باختفاء بعض أغراض المنزل العينية أو المالية في ظروف يصعب الجزم بأنها نتيجة عملية سطو، ليتأكدوا فيما بعد أنهم تعرضوا للسرقة. كان هذا حال المدعو (ج.ن) الذي ما إن حل بمنزله بحي لالة مريم بعد رحلة صيف ممتعة ودخوله رفقة الأسرة في نوم عميق داخل غرفة نومه، حتى تعرض منزله لعملية سطو مدبرة من اللص الذي تسلل إلى منزله عبر الشرفة، وتمكن من ولوج غرفة نومه وسرقة حلي ذهبية بقيمة أربعين ألف درهم عبارة عن «دبالج ومضمة وسرتلة وخواتم»، وانتبه صاحب المنزل إلى السارق بعد أن هم بالقفز من شرفة المنزل بالطابق الأول نحو الأرض، لكنه لم يتمكن من القبض عليه ولا معرفة هويته. السارق قبل ولوجه غرفة النوم كان قد مر كعادته على المطبخ حيث فتح الثلاجة وتناول وجبة عشاء خفيفة. وهو ما جعل الشرطة العلمية والتقنية تقوم بأخذ بصماته من باب الثلاجة، وبعثها للمختبر الوطني من أجل التعرف على هوية السارق. وتم بالفعل الاهتداء إلى اسم ولقب السارق وعنوانه، لكن بانتقال عناصر الشرطة إلى محل سكنه، تأكد لهم أنه غادر المنزل منذ سنوات، لتبدأ من جديد رحلة البحث عن السارق الذي كان حينها يداوم على عمليات السرقة بطرقه الخفية. اعتمدت عناصر الشرطة على لقب السارق، وبدأ البحث عن كل أسرة تحمل هذا اللقب بالمدينة أو الجوار، ليتم العثور على شقيق السارق الذي يعمل سائق «كوتشي» بالمدينة، فتم استفساره عن باقي أشقائه ووالده، وعن مقر سكنه، فتأكدوا من أن السارق هو شقيق سائق «الكوتشي» الذي يقطن بمنطقة قروية ضواحي المدينة. تجندت عناصر الشرطة وفق خطة مدروسة من أجل استدراج اللص إلى تراب نفوذها، وتم إقناعه بضرورة تسوية بعض الوثائق العالقة له، فالتحق اللص بمصلحة الشرطة القضائية لوحده، حيث تمت مواجهته بالتهم المنسوبة إليه. اعترافات اللص بعمليات السرقة توصلت الشرطة القضائية من اعترافات اللص إلى أنه لم يكن يستعمل العنف في اقتحام المنازل وأنه كان يتفادى أي مواجهة مع أصحاب المنازل، موضحا في تصريحه للشرطة أنه كان يسطو على بعض المنازل عبر تسلق جدرانها في اتجاه الشرفة، حيث كان ينتظر أن يدخل أفراد الأسرة في سبات عميق ليتسلل إلى الغرف ويسطو على ما تيسر داخله، كما كان يسرق الدراجات الهوائية والأغطية والزرابي والغسيل، مستغلا غفوة أصحاب المنازل، سواء فوق السطوح أو داخل حدائقها. كما أنه كان كلما دخل مطبخا ما لا تفوته فرصة تناول وجبات داخله، إذ أن معظم الذين سطا على منازلهم من الداخل، وجدوا ثلاجاتهم فارغة من بعض المواد الاستهلاكية، كما وجدوا بقايا الطعام على المائدة أو ملقاة على الأرض. وباستثناء الفتاة التي تعرفت عليه من بين الأشخاص الذين كان يتوسطهم داخل مصلحة الشرطة، والتي رفض الاعتراف بأنه اعتدى عليها جنسيا، فإن كل عمليات السطو التي قام بها اللص المعتقل تمت بدون لجوئه إلى أي تهديد أو اعتداء. الكشف عن شركائه بعدما تم التأكد أنه المنفذ الوحيد لعمليات السطو، لم يجد السارق من سبيل لإخفاء هويات شركائه في عمليات تصريف المسروقات، حيث اعترف بهويات الذين باعهم بعض الأغطية والدراجات الهوائية والزرابي، وهم ثلاثة أشخاص قرويون تم اعتقالهم وضبط المسروقات داخل منازلهم، كما اعترف بأنه يبيع الذهب والحلي لصاحب محل للحلي بالدار البيضاء، وأنه يهاتفه كلما حصل على البضاعة اللازمة، ويلتقي به بضواحي المدينة (منطقة عين السفيرجلة) حيث يعطيه المسروقات ويتوصل بالمقابل المالي. وقد عملت الشرطة القضائية على استدراج صاحب الحلي البيضاوي بعد أن أرغمت اللص على مهاتفته ومطالبته بالمجيء فورا لتسلم مسروقات جديدة في المكان المحدد سابقا. حل صاحب محل الحلي على متن سيارته البيضاء رفقة صديق له، ليجد نفسه محاصرا بفريق من الشرطة القضائية على متن سيارات سدت عليه كل المخارج، فحاولا الهرب في اتجاه الغابة، لكن عناصر الشرطة تمكنوا من اللحاق بهما واعتقالهما، وعند تفتيش السيارة تم العثور على المبلغ الذي كان قد أتى به لشراء المسروقات وساطور مستورد وعلبة مسيلة للدموع. وتأكدت الشرطة أن رفيقه لم يكن على دراية بتجارته المشبوهة فتم إطلاق سراحه. وتم البحث والاستماع للأشخاص الأربعة الذين كانوا يشترون المسروقات، وتحرير محاضر في حقهم وإحالتهم على محكمة الاستئناف في حالة سراح مؤقت. حكاية الفتاة المغتصبة حكت الفتاة التي تكتري منزلا رفقة أشقائها بفيلاج «بنيورة» عن حادث الاغتصاب الذي لازال جرحه غائرا في قلبها، إذ قالت إنها سمعت فجر أحد الأيام وبعد رحيل إخوتها للعمل بوقع أقدام قرب غرفتها، وأن شخصا أو شخصين يحاولان اقتحام باب غرفتها، فأطلت من نافذة الغرفة الصغيرة، لتجد اللص رفقة شريك له يلوح لها بسكين ويهددها مطالبا إياها بمنحه أمتعة ونقودا. لم تجد الفتاة من سبيل لوقف زحف اللصين سوى منحهما ما تيسر من نقود وهاتف نقال وبعض أواني المطبخ. لكن اللص الذي تسلم المسروقات مدها لزميله واقتحم غرفتها حاملا سكينه، وطلب ممارسة الجنس عليها بالعنف. رفضت وتوسلت الفتاة إلى اللص، لكن بدون جدوى، فأقنعته في الأخير بأن يتجنب افتضاض بكارتها، فقرر اللص هتك عرضها. وغادر المنزل تاركا الضحية تئن بسبب جروحها. حكاية الفتاة وتعرفها على اللص لحظة عرضه عليها وسط جموع من الناس، جعلت الشرطة القضائية تضيف تهمة هتك العرض إلى لائحة التهم المنسوبة إلى اللص رغم إنكاره الواقعة.