عاشت منطقة ليساسفة 3 بمدينة الدارالبيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، ليلة دامية بعد ارتكاب جريمة مروعة أدت إلى بتر يد شاب في العشرينات من عمره، إثر عراك دامي بينه وبين أحد زملائه، الذي كان تحت تأثير حبوب الهلوسة. وأكدت مصادر من المجتمع المدني بالمنطقة ل»المساء» أن الجريمة التي روعت سكان الحي، الذي يعرف انتشارا كبيرا للمنحرفين، نتجت عن عراك بالأسلحة البيضاء من الحجم الكبير، نشب بين أربعة أشخاص تحت تأثير المخدرات انتهى بقطع يد أحدهم. وأكدت المصادر ذاتها أن المنحرفين الأربعة زرعوا الرعب في الحي بعد حدوث خلاف بينهم تجهل طبيعته، مضيفة أن المتهم بارتكاب الجريمة المروعة، وبعد لحظات من دخوله في تشابك بالأيدي مع غريمه، استل سكينا كبير الحجم ووجه إلى يده ضربة قوية ليقطعها إلى نصفين ويوقعها أرضا، قبل أن يغادر المكان هاربا إلى وجهة مجهولة. وأوضحت المصادر نفسها أن السلطات المحلية ممثلة في قائد المقاطعة والقوات المساعدة التابعين له حضروا إلى مكان الحادث وقاموا بتوقيف أحد المشتبه فيهم، في انتظار وصول دورية الأمن من الدائرة 20 التي لا تبعد إلا بضعة أمتار عن مكان الجريمة، مشيرة إلى أن المواطنين قاموا بالإسعافات الأولية من أجل الحفاظ على اليد التي تم بترها من خلال وضعها في الثلج للمحافظة عليها وتسهيل عملية إعادتها بعد نقل المصاب إلى مستشفى ابن رشد. وفي سياق متصل، نفذت المصالح الأمنية بالمنطقة، معززة بفرقة أمنية خاصة من ولاية أمن البيضاء، حملة أمنية بمختلف مناطق حي ليساسفة بعد الجريمة المروعة التي عرفها، حيث تم توقيف حوالي 30 شخصا وحجز كميات من المخدرات وماء الحياة الذي ينتشر بيعه بالمنطقة. و أكدت مصادر «المساء» أن أحياء مولاي رشيد عموما تعرف اختلالات أمنية جعلت عددا من اللصوص والمنحرفين يتمركزون به ويمارسون السرقة تحت العنف والتهديد في حق المواطنين، حيث إن أغلب الضحايا لا يتقدمون بشكايات في الموضوع، وهذا ما يجعل هؤلاء اللصوص في منأى عن أي متابعة. يشار إلى أن «المساء» عاينت مواجهات دامية استعملت فيها السيوف بين عصابتين للاتجار في المخدرات بالمجموعة 4 بحي مولاي رشيد، وكيف تم إنقاذ عنصر من العصابتين من عملية نحر بواسطة سيف من الحجم الكبير، فيما قام عدد من المواطنين برشق العصابتين بالكؤوس الزجاجية والقنينات لفض المواجهة العنيفة التي دارت رحاها بأحد أزقة المجموعة 4. وكانت الأجهزة الأمنية بالدارالبيضاء قد قادت، نهاية الأسبوع الماضي، عملية أمنية وصفت بالمهمة، أدت إلى توقيف أشخاص مبحوث عنهم، وآخرين في وضعية تلبس. وأسفرت العملية عن توقيف 912 شخصا بينهم 470 مشتبها بارتكابهم لجنح مختلفة بين السرقة والمخدرات، إلى جانب توقيف 212 شخصا كانوا موضوع مذكرات بحث وطنية، ليكون عدد الموقوفين في ليلة واحدة هو 1124 شخصا نصفهم من المشتبه بهم.