في وقت لا تزال فيه تصعيدات الخط الفني ترتفع وتيرتها بين فناني مصر وصحيفة «الشروق» الجزائرية التي لم تتوان لحظة عن «نبش» ذكريات فناني مصر في مهرجانات الجزائر حيث اتهمتهم بأنهم « أكلوا الغلة في الجزائر وسبوا الملة في القاهرة» ، كان نصيب إلهام شاهين لاذعا جدا، فقد وصفتها جريدة «الشروق» بأشهر عجائز الفن في مصر، وأنها «شمطاء» الشاشة التي تجرّأت منذ سنتين على شتم الفنانة بهية راشدي واعتبرت فيلمها «خلطة فوزية» بأنه خلطة نموذجية من الرداءة. من جهة أخرى، يحاول مجموعة من الشباب الوصول إلى هدنة وإغلاق هذه الحرب الرياضية فأنشئت كثير من المجموعات على «الفايس بوك» لوضع حد للشتائم والإهانات المتبادلة بين الطرفين، بينما قامت مجموعة منهم بعمل حملة ضد الإعلامي عمرو أديب تحمله مسؤولية هذه «الفتنة»، كما وصفوها، حيث تم إنشاء مجموعة بعنوان «لنطالب بمحاكمة عمرو أديب غراب الفتنة بين مصر والجزائر» واتهمت عمرو أديب بأنه «مروج الإشاعات وناشر الأكاذيب» وركبت صور له على شكل شياطين . وكانت قد بدأت حملة ضد أديب في صحيفة «الشروق» مطالبة السلطات المصرية بقطع لسانه لما اعتبرته إهانة لبلد المليون شهيد عندما علق على المباراة التي فاز بها المنتخب المصري على نظيره الزامبي، في إطار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم وكأس أمم أفريقيا قائلا: «نفسي الجزائريين بكرة يتنكدوا»، وكان يقصد بذلك هزيمة منتخب الجزائر في المباراة أمام المنتخب الرواندي، و التي انتهت بفوز الجزائر بثلاثة أهداف مقابل واحد للمنتخب الرواندي. وصرح أديب خلال الحلقة: «نحن حررنا الجزائريين وطورناهم وعلمناهم العربية فلماذا يكرهوننا؟!». وردّت صحيفة «الشروق» بعنف على أديب، متوجهة إليه بالقول: «عار وعيب عليك يا أديب، لكن لمن لا يعرف أديب فهو المصري الذي فجّر قنبلة فيشينك برواندا عندما اتهم لاعبين ضمن فريق المنتخب المصري بالدعارة والمبيت عند بنات الليل، ولذلك فإن الخزعبلات التي أطلقها هذا المصري في حق المصريين وأبناء وطنه، تسقط أي غرابة في استهدافه للجزائريين». وكانت الصحيفة نفسها قد نشرت ما اعتبرته فضيحة الفنان محمد فؤاد الذي ذهب إلى السودان لتشجيع منتخب مصر في مباراته الأخيرة ضد الجزائر حيث ظهر في اتصال هاتفي من السودان مع عمرو أديب عبر برنامج «القاهرة اليوم» يطالب فيها فؤاد بنجدة المصريين في السودان وإنقاذهم من محاصرة الجزائريين في مكان قال إنه لا يريد أن يسميه خوفا من أن يهجم عليه مناصرون جزائريون آخرون، مرددا «أولادنا يموتون في السودان من يذهب لنجدتهم» ليصرح بعدها عمرو «يجب أن نثأر لأبنائنا من الجزائريين المتواجدين هنا»، داعيا في حديثه المصريين للخروج وتصفية الجزائريين، لتنتشر بعد ذلك عبر مواقع الإنترنت مقاطع مصورة لمحمد فؤاد وهو جالس في مكان بعيد عما ذكره في اتصاله. ولما انتقلت السلطات السودانية ليلتها بطلب من السلطات المصرية لإنقاذه عثرت عليه في مطعم يسمى «الساحة» وسط الخرطوم يطلق عليه المصريون اسم المطعم اللبناني، وهو في أحسن حال وإثرها قامت الشرطة السودانية بإجراءات متابعة قضائية ضد محمد فؤاد بتهمة إزعاج السلطات والبلاغ الكاذب ليتدخل مسؤولون مصريون مترجين السودان عن طريق خارجيتها بوقف الإجراءات. ورغم انتشار المقطع المصور الذي يظهر فيه محمد فؤاد وهو يجري اتصاله بعمرو أديب، فإن المصريين لم يقتنعوا بما روجته صحيفة «الشروق» من أن فؤاد كان يهيج الجمهور لأنه لم يثبت أنه كان في مكان آمن، وأنه ليس من الضرورة أن يوجد قربه جزائريون في الفيديو حتى يكون خائفا كما ذكر، خصوصا أن كل الفنانين أجمعوا على روايات مماثلة .