ولدت لطيفة رأفت سنة 1965 بمدينة سبو، كان الفرح كبيرا داخل العائلة، أخذت الطفلة الصغيرة تكبر يوما بعد آخر، ومعها أخذت تكبر أحلام أخرى عديدة.. لم تكن تدرك وهي صغيرة أنها ستصبح، بعد سنوات فقط، اسما من الأسماء الكبيرة المسجلة في ذاكرة الأغنية المغربية.. ففي كل مرة كانت الصغيرة تجد نفسها تردد بعض الأغاني الرائعة لجيل الرواد.. يمضي التاريخ سريعا، وتأتي سنة 1982 التي ستكون بداية حكاية جميلة في تاريخ غنائي حافل بالأغاني الرائعة التي أطربت بها الفنانة جمهورها العريض، كانت الأغنية تحمل اسم «موال الحب».. الموال الذي سيردده البعض فيما بعد بفرح، كان الصوت جميلا، وكان إصرار الفنانة الجميلة كبيرا على أن تجد لنفسها موقعا في جغرافيا الأغنية المغربية، لم يتطلب الأمر وقتا طويلا، فقد شاركت لطيفة في مسابقة غنائية ثلاثة أعوام فقط بعد أغنية البداية.. وكان الفرح كبيرا حين تم تتويجها بجائزة أحسن أغنية في سباق محموم، كانت أغنية «خويي.. خويي» جواز المرور الذي ستعبر به لطيفة رأفت بعد ذلك إلى ذاكرة الجمهور المغربي الذي ردد معها الأغنية بمتعة كبيرة.. بعد أغنيتها الناجحة، استمر العطاء الفني للطيفة رأفت، التي ستتحف جمهورها بأغان أخرى جميلة جدا يحفظها عشاقها عن ظهر قلب، فما بين «يا هلي يا عشراني» و»مغيارة» و»انا فعارك يايما» كان الصوت ينساب كجدول رقراق، كانت لطيفة تحسب خطواتها بثقة، واستمر موال الفرح طويلا.. فكسبت قلوب ملايين المغاربة. رددت لطيفة رأفت أغاني الرواد، ودعت جمهورا كبيرا لكي يتذكر المعطي بنقاسم واسماعيل أحمد وفويتح.. من خلال أغاني «علاش ياغزالي» و»خفة الرجل» و»أومالولو»، كان الأداء جميلا والصوت متميزا، وحفظ جيل جديد بفضلها أغاني الرواد. تتذكر لطيفة مسارها الفني، وتتذكر أيضا أول أجر حصلت عليه، والحكاية ترويها لطيفة بنفسها: «الحمد لله كان شغل والدي يكفينا ماديا، ولكنني ما زلت أتذكر أن أول أجر حصلت عليه، كان مبلغ 5000 درهم، اقتنيت به قفطانا مغربيا، كان ذلك سنة 1984 غنيت حينها على خشبة المسرح أغنية أنا فعارك يا يما، ومن يومها وأنا أهتم بلباسي وشكلي كي أبدو بشكل رائع، فقد أصبح الجمهور يسأل عن جديد لباسي التقليدي، أكثر من سؤاله عن جديدي الفني».