لم يكن الإناء منصفا، ولم تكن يد العداء الإثيوبي جبريسيلاسي رحيمة ولم يشفع جمال وسحر المغنية الجنوب إفريقية شارليز تيرون في الرأفة بالمنتخب الجزائري الذي شاءت إرادة الفيفا, كما يدعي محبو هذا المنتخب وأنصاره أن يكون في المجموعة الثالثة رفقة منتخبات بهوية أنغلوسكسونية، يكفي التذكير بالمنتخب الإنجليزي الذي يدربه الداهية كابيلو، والذي حقق كل شيء مع ألمع الأندية الأوربية ويعزم صيف السنة المقبلة أن يدون في سيرته الذاتية الفوز بلقب كأس العالم في القارة الإفريقية رفقة المنتخب الإنجليزي، أما منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية فينصح باسترجاع ذكريات السنة الماضية، والتأمل في المسار الجيد الذي حققه هذا المنتخب في كأس القارات، وهزمه لمنتخبات قوية كالمنتخب الإسباني ومنتخب الفراعنة، أما منتخب سلوفينيا هذا المنتخب المجهول، قد يصبح نجم هذا المونديال الإفريقي، خاصة أنه ضمن التأهل في الملحق الأوربي وهزم منتخب الدببة المنتخب الروسي بقيادة هيدينك، لذا ينصح بأخذ استشارة هيدينك للتعرف على هذا المنتخب الذي لم تشفع حنكة هيدينك في هزمه. وعقب هذه القرعة أكد رابح سعدان مدرب ممثل العرب الوحيد في هذا العرس العالمي والذي تعقد عليه الآمال لتمثيل العرب أحسن تمثيل أن حظوظ منتخب بلاده قائمة في بلوغ الدور الثاني. وقال سعدان عقب القرعة التي أوقعت الجزائر في المجموعة الثالثة إلى جانب إنكلترا والولاياتالمتحدة وسلوفينيا: «لم نكن نتوقع هذه القرعة وفوجئنا بها، فالمجموعة متوازنة وبالتالي حظوظنا قائمة في التأهل إلى الدور الثاني». وأضاف سعدان الذي سبق أن اشرف على تدريب المنتخب في آخر مشاركة له عام 1986 في مكسيكو في تصريح للجزيرة الرياضية «نتمنى أن يكون المنتخب الجزائري في مستوى كبير في النهائيات حتى نتمكن من منافسة المنتخبات القوية التي تضمها مجموعتنا». وتابع «ليست هناك منتخبات سهلة، فانكلترا منتخب محترم يقودها مدرب قدير هو الايطالي فابيو كابيلو، وسلوفينيا على الرغم من أنها ليست معروفة كثيرا لكنها حققت مفاجأة كبيرة بالتأهل إلى النهائيات، فيما تملك الولاياتالمتحدة خبرة كبيرة في النهائيات ولها ثقة كبيرة بعدما بلغت المباراة النهائية لكاس القارات وخسرت بصعوبة أمام البرازيل». وأردف قائلا: «تبقى المجموعة صعبة ويجب الاستعداد جيداً لضمان التمثيل المشرف لكرة القدم الجزائرية خاصة والعربية عامة». وأوضح سعدان أن القرعة خدمت الجزائر عندما جنبتها مواجهة إنكلترا في المباراة الأولى، وقال «صحيح أن عدم مواجهة الانكليز في المباراة الأولى يصب في مصلحتنا، لكن لا يجب علينا الاستهانة بسلوفينيا، صحيح أنها مباراتنا الأولى لكن المباريات الافتتاحية دائما تكون صعبة وتحفل بالمفاجآت». وبالعودة إلى مراسيم القرعة, التي كشفت عن المنتخبات التي ستؤثث المجموعات الثمانية إبتسم الجنوب أفريقيون بعد أن علموا أن المنتخب الذي سيواجهونه في المباراة الإفتتاحية على ملعب ساكر سيتي في 11 يونيو سيكون المكسيك، فإن المجموعة السابعة هي التي خطفت الأنفاس لأن منتخبات البرازيل، كوت ديفوار، كوريا والبرتغال ستتنافس على حجز مقعدين الى الدور ثمن النهائي، ما يعني أن بلدين كرويين عريقين سيودعان العرس الكروي من الدور الأول. على الرغم من أن تواريخ ومكان كل من المباريات ال48 التي ستقام في دور المجموعات أصبحت معروفة، فإن توقيت إنطلاقها سيعلن قريبا بعد إنتهاء الإجتماع الذي سيتم بين FIFA واللجنة المنظمة المحلية والشركات التي ستبث البطولة. مع وجود هذه الكوكبة من النجوم، كان هذا الحدث باهرا من البداية حتى النهاية. بعد «ترحيب» من جيل رأس الأسد الذي وفر خلفية درامية لمدينة كايب تاون، قدم الموسيقي الكبير جوني كليج مقطوعته «سكاترلينجز أوف أفريقا»، وهي الأغنية التي اشتهرت بفضل فيلم «راين مان» الحائز على جائزة أوسكار. وكان الخطاب الحقيقي الأول في هذه الأمسية للرجل الذي لم يكن ليتحقق حلم إستضافة جنوب أفريقيا لكأس العالم FIFA لولاه شخصيا، وهو رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا. وتوجه مانديلا البالغ من العمر 91 عاما الى الحضور والمشاهدين حول العالم عبر الفيديو وهو يحث بلده على الإستفادة بأفضل طريقة ممكنة من فرصة أنه البلد المضيف: «علينا أن نسعى جاهدين من أجل التميز في إستضافتنا لكأس العالم، ويجب أن نحرص في الوقت ذاته على أن يترك هذا الحدث إفادة مستدامة لكل شعبنا»، هذا ما قاله مانديلا في رسالته. ثم حان الوقت لصعود رئيسين مميزين إلى المسرح، وهما رئيس FIFA جوزيف بلاتر ورئيس جنوب أفريقيا ياكوب زوما اللذان أظهرا حماسهما للقرعة النهائية ولكأس العالم FIFA بحد ذاتها وذلك في حوار ترفيهي استمر لعدة دقائق. كانت هناك لحظة رمزية عظيمة عندما قام جانكارلو أبيتي، رئيس الإتحاد الايطالي لكرة القدم، بتسليم كأس العالم للرئيس، وهي بمثابة إشارة على أن هذه الكأس الأيقونية ليست متواجدة في جنوب أفريقيا وحسب، بل إنها مستعدة لأن تتنافس عليها المنتخبات ال32 العام المقبل. وكانت المهمة الأولى لمقدمة الحفل، شارليز ثيرون أن تقدم كرة أديداس الرسمية لجنوب أفريقيا 2010 «Jabulani»، وهي تعني «للاحتفال» بلغة زولو. وتواصل موضوع الليلة الفرح مع جوقة سويتو الإنجيلية التي أنشدت «باتا باتا» قبل وصول مهندس القرعة وأمين عام FIFA جيروم فالكه ليعطي إشارة إلى أن الوقت قد حان للحظة الحقيقة.