نجا سكان تطوان من كارثة صحية بسبب لحوم فاسدة كانت في طريقها إلى محلات بيع اللحوم الحمراء، لولا يقظة بعض الجزارين بعد تأكدهم من كونها غير قابلة للاستهلاك، وذلك بسبب أعطاب أتلفت مكيفي هواء غرفة التبريد، مما أصاب الذبائح بتلف وتعفن. ووفق مصادر مطلعة، فإن السلطات قامت بحجز العديد من اللحوم الفاسدة التي كانت معدة للتسويق، ابتداء من يوم أول أمس، فيما رفض أصحاب المجاز بالمدينة استلام ذبائحهم من شركة نقل اللحوم، بسبب استحالة استهلاكها، بعد تعرضها لدرجة حرارة غير صحية، بعد التلف الذي لحق بمخازن التبريد. ويندد الجزارون وبائعو اللحوم بالحالة المزرية التي يعرفها مسلخ تطوان، من أزبال وقاذورات، كما أعربوا عن قلقهم من وجود بيطري واحد لكافة الذبائح التي يتم ذبحها بالمسلخ، فيما يتخوف الآخرون من تدني جودة اللحوم المعروضة للبيع بسبب عجز مخزن التبريد عن القيام بوظيفته في المحافظة على جودة وطراوة لحوم الذبائح بجهاز تبريد واحد. وأكد محدثونا أن 50 ذبيحة من العجول والأبقار وحوالي 140 ذبيحة صغرى يتم نحرها في المسلخ خلال الأيام العادية، فيما يتم استقبال ثلاثة أضعاف هذا الرقم خلال الموسم الصيفي، الأمر الذي يتطلب اقتناء ثلاجات جديدة لمستودع اللحوم، والقيام بإصلاحات جذرية في المذبح بسبب حالته المتردية. ويتبادل الجزارون والمسؤولون الاتهامات فيما بينهم، إذ يلقي بعض مهنيي قطاع بيع اللحوم باللائمة على إدارة المسلخ البلدي، بسبب عدم تتبعه ومراقبته لحالته المزرية، فيما يحمل الجزارون بلدية تطوان المسؤولية عن ذلك، مطالبين بالتعجيل في تطبيق برنامج التنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان الذي يستغرق أربع سنوات (2018 – 2014)، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس بتطوان يوم 14 أبريل من السنة الماضية، خاصة في شقه المتعلق بإحداث مسلخ عمومي وسوق لبيع المواشي، ليبقى المستهلك ضحية هذا التخبط، التي قد يعرض حالته الصحية للخطر، بسبب المشاكل العالقة بين الطرفين.