لا زالت أجواء التوتر مسيطرة على جماعة تغجيجت بعمالة كلميم، بعد التدخل الأمني العنيف في حق طلبة الجامعات الراغبين في الاستفادة من امتياز النقل على غرار الطلبة الصحراويين، حيث لا زال الحصار الأمني مضروبا على المداخل الرئيسية للجماعة، والرقابة مشددة على محيط الجماعة القروية والقيادة من قبل العشرات من رجال القوات العمومية، كما أفادت مصادر من عين المكان بأن الملاحقات الأمنية ما تزال مستمرة في حق الطلبة الذين سجلوا ضمن خانة متزعمي الاحتجاج، كما لاتزال الأجواء مكهربة رغم توقف الاحتجاجات بالمنطقة ومرور أيام عديدة على عطلة عيد الأضحى. وحسب مصادر من عين المكان، فقد اتخذت الأحداث التي عرفتها المنطقة في الأيام الثلاثة الماضية، منحى خطيرا حيث ما زالت الاعتقالات مستمرة في صفوف الطلبة الذين هرب أغلبهم إلى مناطق مجهولة، علاوة على استمرار الملاحقات التي وصفها المصدر ب«العشوائية» في صفوف غيرهم من شباب المنطقة الذين لا علاقة لهم باحتجاج النقل، فيما لا زال كل من عبد العزيز السلامي (عضو اللجنة الوطنية للشبيبة الطليعية)، وأحمد حبيبي (عضو اللجنة التحضيرية لجمعية أطاك بتغجيجت)، ومحمد شويس (ناشط بفصيل القاعديين)، يقبعون وراء قضبان السجن المحلي منذ اعتقالهم في التدخل الأمني الأخير، وأضيف إليهم أول أمس المجاز المعطل عبد الله بوكفو (عضو المجلس الإداري للشبكة الجمعوية إكيدار) الذي اعتقل بناد خاص بالأنترنيت كان يعمل به قبل مداهمته، وأفادت المصادر بأن هذا الأخير «تعرض للضرب والتعنيف من طرف المشرفين على اعتقاله، كما تلقى سيلا من السب والشتم على يد بعض رجال السلطة والدرك»، ومنعت عائلته من زيارته لمدة تزيد على أربع وعشرين ساعة، وبالإضافة إلى ذلك، قامت العناصر الأمنية بمداهمة ثانية لنادي الأنترنت، وصادرت ثمان وحدات مركزية للحواسيب المتواجدة به ونقلتها إلى مدينة كلميم، وذلك مخافة تكرار سيناريو السبت الأسود بسيدي إفني، حيث نشر مستخدمو الأنترنت غسيل الأحداث على المواقع الالكترونية العالمية، وقاموا بتسريب صور التدخل الأمني العنيف في حق الساكنة المحلية، وهو ما تنبهت إليه السلطات بجماعة تغجيجت، بهدف احتواء الأزمة المشتعلة بأقل الخسائر الإعلامية. كما وضعت القوات العمومية، لائحة بأسماء الشباب المعروف بميولاته السياسية وتعاطيه الجيد مع الأنترنت، وبدأت حملة للبحث في صفوف العديد منهم، وهو ما يفسر غياب صور عن الأحداث التي تعرفها المنطقة، كما توقفت الدراسة بمعظم المؤسسات التعليمية بالمنطقة مخافة تأجيج مشاعر التلاميذ والخروج في مسيرات عفوية للمطالبة بخروج القوات العمومية وعودة الهدوء إلى الجماعة المعروفة بحيوية مجتمعها المدني والسياسي رغم طابعها القروي.