تدخلت القوات العمومية بقوة صبيحة أول أمس بجماعة تغجيجت بعمالة كلميم، ضد طلبة الجامعات المنحدرين من المنطقة، وذلك أثناء تنظيمهم لوقفة سلمية أمام مقر القيادة للمطالبة بضرورة توفير وسائل النقل للطلبة المحليين على غرار ما هو معمول به في باقي المناطق الصحراوية. وحسب الإفادات التي حصلت عليها «المساء» من مصادر من عين المكان، فإن الاحتجاجات بدأت برفع الشعارات المعتادة في مثل هذه المناسبات، وتخللتها مطالب تؤكد على رغبة الطلبة المحتجين في فتح قناة للحوار مع ممثل السلطة المحلية بالمنطقة، لكن القائد الإداري بقيادة «تغجيجت» رفض الاستجابة لمطلب الجلوس مع ممثلي الطلبة على مائدة الحوار، وهو ما فرض عليهم الاستمرار في الاحتجاج السلمي، إلى حين إصدار أوامر لرجال القوات العمومية المختلفة بالتدخل العنيف في حق المحتجين، وهو ما أسفر عن اعتقال ثلاثة منهم، وهم على التوالي «عبد العزيز السلامي، أحمد حبيبي، محمد شويس»، إضافة إلى تعنيف عدد آخر من الطلبة وبعض السكان الذين قادهم حظهم السيء إلى التواجد بالمنطقة لحظة دخول القوات العمومية القادمة من مدينة كلميم. وأضافت المصادر، بأنه على الرغم من اعتقال الأفراد الثلاثة، فقد استمرت الاحتجاجات أمام مقر القيادة، حيث انضم العشرات من سكان المنطقة للطلبة وأعلنوا تضامنهم مع المعتقلين، وهو ما فرض على السلطات المحلية والعسكرية تعزيز تواجدها الأمني بحوالي 150 عنصرا، قبل أن يدخلوا في مواجهات مباشرة مع عموم المتظاهرين، لاحقوا خلالها العديد منهم، وتدخلوا بشكل عشوائي ضد الساكنة المحلية، وبقيت المواجهات وعمليات الكر والفر مستمرة إلى وقت متأخر من ليلة أول أمس، حيث توعد أبناء المنطقة بالاستمرار في تنظيم المظاهرات حتى إطلاق سراح المعتقلين، وتلبية مطالب النقل لفائدتهم كغيرهم من الطلبة الصحراويين الذين يستفيدون سنويا من مثل هذه الامتيازات.