دخل عدد من الباعة المتجولين في مواجهات عنيفة مع أعوان السلطة بأحد الشوارع الرئيسية بمدينة إنزكان، بعد أن حاولت المصالح المعنية إنهاء حالة الاكتظاظ التي تعرفها المدارة المقابلة لأحد الأبواب الرئيسية لسوق الثلاثاء وسوق الجملة للخضر والفواكه، حيث تسببت كثرة الباعة المتجولين الذين يعرضون بضائعهم في المكان ذاته إلى توقف حركة المرور بأحد أهم الشوارع بالمدينة، والذي يعتبر الشريان المروري الرئيسي بالمدينة. المشادات الكلامية بين بعض أعوان السلطة والباعة المتجولين نتجت عنها إغماءات في صفوف الباعة المتجولين، كما أن بعضهم احتج بطريقته الخاصة على المداهمات التي قامت بها السلطات المحلية بمساعدة أفراد من القوات المساعدة من أجل إخلاء عدد من الممرات الموجودة عند أبواب الأسواق المهمة بالمدينة لتسهيل حركة السير والجولان. وتبعا لذلك، أدت المواجهة بين الطرفين إلى توقف حركة المرور لساعات عدة وتعثرها بسبب حالة الارتباك التي عرفتها المنطقة المشار إليها، خاصة وأن هذه المواجهات تزامنت وآخر يوم من أيام رمضان، والذي تعرف فيه هذه الرقعة الجغرافية من مدينة انزكان حركية غير عادية وغير مسبوقة، إذ أن هذا الشارع الرئيسي يعتبر واجهة لكل الأسواق الموجودة بالمدينة، كما أنه الممر الوحيد الذي تمر منه كافة سيارات الأجرة القادمة من كل المدن المغربية، إضافة إلى أن أزيد من 370 حافلة تمر من هذا الشارع على مدار أربع وعشرين ساعة، وبشكل استثنائي في أيام الأعياد مما يدخل هذا الشارع في شبه حالة طوارئ وحرب غير معلنة. وعندما تنضاف إلى كل هذه العوامل عشرات المئات من الباعة المتجولين الموسميين والدائمين، فضلا عن آلاف المسافرين الذين يفضلون التسوق من هذه الأسواق قبل السفر إلى الوجهات المختلفة التي يقصدونها، تتحول المدينة إلى ساحة حرب حقيقية، خاصة عندما يغتنم عشرات اللصوص الفرصة لسرقة المواطنين وهم في غفلة من أمرهم مع اشتداد الزحام عند الأبواب الرئيسية للأسواق. وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر متتبعة لمعضلة الباعة المتجولين داخل مدينة انزكان أن تعقد هذه الظاهرة يساهم فيه عاملان أساسيان، الأول يتمثل في فشل سياسة تدبير الأسواق الموجودة داخل المدينة التي أصبحت عاجزة عن استيعاب الأعداد الكبيرة للباعة المتجولين الذين يتزايدون بشكل لافت، خاصة القادمين من المناطق التي تعرف تراجعا في فرص الشغل للشباب الذين لا يتوفرون على مستويات دراسية، والعامل الثاني يتمثل في تصرفات بعض أعوان السلطة الذين يؤججون الصراع مع الباعة المتجولين في بعض الأحيان في حين يتغاضون عن الظاهرة في مناسبات عدة، وهذه الازدواجية في التعامل تخلق حالة من الارتباك في التعاطي مع هذه الظاهرة.