توصلت «المساء» بمعطيات حول فضيحة ترخيص تحمل «توقيع» المجلس الجماعي لمدينة فاس ل»السطو» على حديقة عمومية في حي المرابطين بمقاطعة سايس، حيث عمد شخص إلى تحويل «غرفة نوم» من منزل إلى مقهى فتحت أبوابها على الحديقة. وقالت المصادر إن هذه القضية وصلت تفاصيلها إلى المفتشية العامة لوزارة الداخلية، وهي الجهة التي طالبها مواطنون متضررون بالتدخل لفتح تحقيق في هذه القضية التي أدت إلى تنظيم وقفة احتجاجية في قلب المقر الجديد للمجلس الجماعي، بالتزامن مع لقاء عقده نائب العمدة، علال العمراوي، مع سفير دولة كوريا في المغرب، في إطار لقاءات مع الدبلوماسيات الأجنبية ل»تلميع» صورة المدينة التي تخدشها أخبار الجرائم، وما يرتبط بها من ركود. واضطر كبار حزب الاستقلال، أمام الشعارات التي رددها المحتجون، بحضور نشطاء من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مطالبين باستعادة الحديقة وتهيئتها، يوم أول أمس الأربعاء، في بهو المقر، إلى اتخاذ قرار سحب الرخصة التي أثارت ملابسات توقيعها ضجة في هذا الحي السكني. وطبقا للمعطيات، فإن ولاية الجهة، قد عمدت في وقت سابق، إلى الاستعانة بالقوات العمومية ل»تحرير» هذه الحديقة العمومية من «احتلال» شخص حاول تحويلها إلى بناية، في وقت تعتبر فيه متنفسا شبه وحيد في هذا الحي الشعبي الذي يعاني من «بؤس» البنايات «الشاهقة»، وغياب أي متنفسات للأطفال والأسر التي لا تملك حتى الإمكانيات المادية للبحث في «أرض الله الواسعة» عن متنزهات يلعب فيها الأطفال. وقال المواطنون، في عريضة سابقة، إن الشخص المعني حول مسكنا إلى مقهى عمومي، دون التزام بشروط الملكية المشتركة كما ينص على ذلك القانون، وغير شكل البناء بهدم أعمدة العمارة، مما يشكل خطرا على السكان. وتساءلت العريضة عن ملابسات حصول صاحب المسكن عن رخصة لفتح مقشدة، مضيفة بأن الأمر يتعلق بمقهى بكل المواصفات والتجهيزات، في حين أن سكان الحي قد سبق لهم أن عبروا عن تعرضهم لفتح المحل. وأكدا على أن هذه الحديقة كانت تضم أشجارا وتعد رئة للحي وسكانه، قبل أن يتم استئصال الأشجار، بغرض الإجهاز على الحديقة التي سبق لتقرير أصدرته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن رصد قضيتها عندما تحولت، بقدرة قادر، إلى بناية عشوائية تضر بجمالية الحي، وتنتهك حق السكان المجاورين في متنفس بيئي .وقالت إن الأدهى في الأمر هو أن هذا البناء يبعد فقط ببضعة أمتار عن مقر الملحقة الإدارية المرابطين. وتدخلت السلطات المحلية لهدم البناية العشوائية، لكن الشخص المعني، تمكن، في ملابسات غير واضحة، من فتح مقهى، وحول فضاء الحديقة إلى مجال مفتوح للمقهى، في ظل غضب عارم في صفوف المواطنين، وعدم اكتراث المجالس المنتخبة التي وجدت نفسها في ورطة حقيقية بعدما انتقد المواطنون تحويل غرفة نوم إلى مقشدة بترخيص من المجلس الجماعي، وتحول المحل عمليا إلى مقهى مفتوح على الحديقة العمومية.