مئات التوقيعات جمعتها جمعية فضاء بلڤدير، تستنكر الحالة المزرية التي بلغتها «حديقة فلسطين»، التي تعد المتنفس الوحيد لساكنة هذه المنطقة، حيث بدل أن تكون ملاذا للترويح عن النفس، أضحت مرتعا للمتشردين و«الشماكرية»! الحديقة المذكورة، التي تتعدى مساحتها أكثر من هكتار، مستغلة من طرف صاحب مقهى، منذ سنة 1996، من خلال رخصة مؤقتة انتهت مدتها في شهر غشت الأخير، وعلمنا من خلال جمعية «فضاء بلڤيدير» أن المصالح الجماعية بمقاطعة الصخور السوداء، اتصلت بصاحب المقهى قبل أسابيع من انتهاء مدة الرخصة وأبلغته أن المجلس الجماعي للبيضاء سيعيد هيكلة هذه الحديقة، في أفق فتحها في وجه السكان، وبالتالي عليه إخلاء المكان، لكن صاحب المقهى، تغاضى عن الأمر في استقواء واضح على القوانين الجاري بها العمل، أكثر من هذا ، تقول المصادر ذاتها ، عرضت عليه المصالح الجماعية ، «من باب الإرضاء»، استغلال مكان آخر بدل الحديقة التي هي ملك للساكنة، لكن ظل على رفضه! وفي اتصال بمصالح مقاطعة الصخور السوداء ، صرح لنا مسؤول هناك بأن المقاطعة تقوم الآن بالإجراءات القانونية من أجل استرجاع هذا الملك الجماعي، حيث تم إبلاغ صاحب المقهى ، عن طريق عون قضائي، بأن مدة الاستغلال قد انتهت وعليه المغادرة ، لكنه لم يستجب للأمر ، لذا فإن المصالح الجماعية ستلجأ للقضاء. وهو ما تتخوف منه ساكنة المنطقة ، بحكم أن الإجراءات القضائية تسير ببطء ، كما وقع مع ملك عمومي، حيث تقدمت المصالح الجماعية بدعوى ضد مستغل منذ 2006، ولم يتم النطق بحكم الافراغ إلا قبل أيام! إنه مظهر آخر من مظاهر الاستغلال الفاحش للملك الخاص الجماعي، والسؤال الذي يطرح هو : كيف لشخص واحد أن يحرم ساكنة تقدر بعشرات الآلاف من متنفسها الطبيعي الوحيد ، وتعجز السلطات عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحريره ، وهي تعلم أن هذه الحديقة تضم أشجارا ونباتات نادرة، تحولت الى «حصن» آمن للصوص وأصحاب السوابق من مختلف المناطق ؟!.