يتابع رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خلي هنا ولد الرشيد، ب«قلق كبير» التحركات التي يقوم بها حزب الأصالة والمعاصرة بخصوص قضية الصحراء المغربية، وهي «التحركات» التي يرى أنها تصب في اتجاه عملية إعادة بناء هياكل «الكوركاس»، كما دعا إلى ذلك الملك في خطاب الذكرى 34 للمسيرة الخضراء، والتي لم يستبعد ولد الرشيد شخصيا أن يكون فؤاد عالي الهمة «مهندس» الصيغة الجديدة لهذه الهيئة الاستشارية للصحراويين. وأرجعت مصادر من «الكوركاس» «انشغالات وتخوف» ولد الرشيد بالنشاط المتزايد لحزب «البام»، في الآونة الأخيرة، إلى أن حزب فؤاد عالي الهمة «صعّد» وتيرة «انتقاده» للمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، خاصة بعد الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، الذي دعا فيه الملك محمد السادس بصراحة إلى إعادة النظر في تركيبة هذا المجلس الاستشاري. وساقت مصادر «المساء» كنماذج على بدء «حرب» حزب «البام» على التركيبة الحالية ل«الكوركاس» وعلى الرئاسة به بوجه خاص الندوة الصحفية التي عقدها حزب الأصالة والمعاصرة ل«التنديد» بانفصاليي الداخل، عقب اعتقال مجموعة التامك مباشرة بعد عودتها إلى أرض الوطن في ثامن أكتوبر الماضي، وإحالتها على المحكمة العسكرية بتهمة التخابر لفائدة أجنبي، وهي الندوة التي كشف فيها حزب الهمة عن عزم فريقه بمجلس النواب على تقديم مقترح تعديل القانون والمسطرة الجنائيين في موضوع خيانة الوطن والتخابر مع سلطة أجنبية وتخصيصهما بتجريم خاص. إلا أن ما «أربك حسابات» ولد الرشيد، الذي «يأمل أن تكون التعديلات المرتقبة على هياكل الكوركاس طفيفة»، تزيد المصادر موضحة، هو «الخرجة» الأخيرة لحزب الأصالة والمعاصرة، عندما تمكن فؤاد عالي الهمة من حشد أزيد من ثلاثين برلمانيا عن مناطق الجنوب، من أصل 52 برلمانيا يمثلون المنطقة بالغرفتين التشريعيتين، بحضور الأمين العام للحزب ورئيس الغرفة البرلمانية الثانية، محمد الشيخ بيد الله، وهو اللقاء الذي وُجهت فيه «انتقادات لاذعة» إلى رئيس المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، أمام «الصمت غير المبرر» الذي أبداه المجلس إزاء التطورات الأخيرة لقضية الصحراء، خاصة منها ما يتعلق بالنشاط المتزايد للمتعاطفين مع الانفصاليين، ومنهم تحديدا مجموعة التامك والمدعوة أميناتو حيدر التي سحبت منها السلطات المغربية أوراق الهوية الوطنية بعد إصرارها بمطار العيون على «الطعن» في وحدة البلاد. وفي ما أشارت مصادر من حزب «البام» إلى أن عمل الحزب يدخل ضمن وظيفة حزب وطني يسعى إلى «الحفاظ على مقدسات البلاد والضرب بقوة على يد من تسول له نفسه المس بها، وليس موجها إلى شخص بعينه»، في إشارة إلى ولد الرشيد، رحب عضو «الكوركاس» ورئيس لجنة الخارجية به، رمضان مسعود، بأي نشاط حزبي على غرار ما يقوم به حزب «البام»، يمكن أن يكون قيمة مضافة لمجهودات مختلف الفاعلين الوطنيين في سبيل الدفاع عن وحدة الوطن، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أن من شأن مثل هذه الأنشطة أن تدفع في اتجاه تفعيل عمل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، الذي ظلت مختلف لجانه عاجزة عن الحركة، في الوقت الذي «استأثر فيه رئيس هذه الهيئة بالانفرادية في اتخاذ القرارات»، داعيا الجميع إلى العمل على بلورة خطاب الملك الأخير في أسرع وقت و«إعادة النظر في هياكل هذه المؤسسة، لتقوم بما هو منوط بها بخصوص تكريس الوحدة الوطنية».