اعتبرت فعاليات جمعوية صحراوية قادمة لتوها من الجارة الشمالية إسبانيا أن العديد من السياسيين الإسبان لا يعرفون حقيقة انفصاليي الداخل، وهي المهمة التي يجب على هيئات المجتمع المدني والمؤسسات الموازية أن تضطلع بها تماشيا مع مضامين الخطاب الملكي الأخير، مشيرة إلى أن تواجد عدد من ممثلي المجتمع المدني الصحراوي مؤخرا بالديار الإسبانية كشف عن قصور كبير في رؤية السياسيين الإسبان لتطورات القضية الوطنية، كما بين أيضا غيابا ملحوظا للدبلوماسية المغربية، التي لم تستطع شرح الموقف المغربي من آخر التطورات المرتبطة بالمدعوة أمينتو حيضر. وذكر ممثلون عن المجتمع المدني بالصحراء شاركوا، يوم السبت الماضي ببرشلونة الإسبانية، في المظاهرة المؤيدة لإقامة حكم ذاتي بالأقاليم الجنوبية، أنه مباشرة بعد الوقفة التي شارك فيها المئات من المغاربة، أجرى ممثلون عن جمعيات صحراوية لقاءات مكثفة مع سياسيين إسبان تطرقوا خلالها إلى تطورات قضية أميناتو حيضر وغيرها ممن باتوا يسمون ب»انفصاليي الداخل» وإلى الحكم الذاتي، مؤكدين أن الانفتاح في مجال الحريات الذي يعرفه المغرب لا ينبغي أن يكون ذريعة ل«الطعن» في وحدة البلاد، وهو ما تفهمه سياسيون إسبان.وقال الناشط الجمعوي رمضان مسعود إن اللقاءات الأخيرة لعدد من النشطاء الصحراويين بإسبانيا أظهرت وجود «خلط» لدى العديد من السياسيين الإسبان بخصوص ملف القضية الوطنية، مشيرا إلى أن «اجتماعا مهما» مع بعض السياسيين أفضى إلى تقديم «ما يشبه الاعتذار» للمغاربة، خاصة في ما يتعلق بالتعاطي مع موضوع انفصاليي الداخل. وأضاف مسعود، الذي كان يتحدث إلى «المساء»، أن النشطاء المغاربة تحدثوا إلى كل من فرانسيسكو خورجيرا، رئيس الكتلة النيابية لمنطقة كاليسيا، بالبرلمان الإسباني، المعروفة بتأييدها للانفصاليين، والعضو بنفس الكتلة، و النائبة أوليا فيرنانديز، اللذين استمعا إلى النشطاء الصحراويين وأبدوا «تفهما كبيرا»، خاصة عندما اعتبر ممثلو المجتمع المدني الصحراوي أن إسبانيا نفسها ضد انفصال عدد من مناطقها عن المملكة الإسبانية، في الوقت الذي توجد بها نماذج عدة من نظام الحكم الذاتي، الذي يسعى المغرب إلى تطبيقه بالمناطق الصحراوية، وهو وجه من أوجه مبدأ تقرير المصير، كما أخبروا بذلك نظراءهم الإسبان. من جهة أخرى، اعتبرت مصادر من المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، فضلت عدم الإشارة إليها بالاسم، أن رئيس «الكوركاس» يتابع ب«قلق شديد» تحركات حزب الأصالة والمعاصرة، المتعلقة بقضية الصحراء، خاصة أمام «الخرجات» المتعددة لهذا الحزب، والتي كان آخرها اللقاء الذي جمع نوابا عن الأقاليم الجنوبية بأمين عام الحزب محمد الشيخ بيد الله إلى جانب فؤاد الهمة، تطرقوا فيه إلى ضرورة الإسراع ب«إعادة النظر في «الكوركاس». وكان رئيس «الكوركاس» أصدر بلاغا ندد فيه ب«بوليساريو الداخل»، مباشرة بعد نشر «المساء» مقالا اتهمت فيه مصادر من المؤسسة رئيسَها، ولد الرشيد، بعدم «التفاعل» مع الخطاب الملكي الأخير بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء.