تعيش المندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية، بجهة الرباطسلا زمور زعير، هذه الأيام، على صفيح ساخن، جراء توتر العلاقة بين المندوب الإقليمي والقيمين الدينيين، والأئمة المؤذنين، الخطباء والوعاظ، والأئمة المرشدين والمرشدات. وحسب معلومات حصلت عليها « المساء» من مصادر عليمة، فإن المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية، يقود حملة وصفت ب» الشعواء» تستهدف تصفية عدد من المؤذنين، وأئمة المساجد وخطباء الجمعة لأسباب مختلفة. واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن المندوب الجهوي، يقوم بتوزيع الأئمة والمرشدين «بشكل عشوائي»، قياسا لدرجة «التجاوب أو الولاء له»، رغم أن المرشدين يتم تعيينهم في أحياء بعينها بقرار وزاري. وأضافت المصادر «أن هناك معلومات مؤكدة، تفيد بانتماء المندوب الجهوي للأوقاف بالرباط إلى الطريقة البودشيشية وأنه يواجه كل من يخالف طريقته». ومن بين الأئمة والخطباء الذين طالهم المنع والتوقيف، خطيب الجمعة بحي الشباب، طريق القامرة، الذي تمت إقالته بعدما تعرض لجملة من المضايقات، بسبب حضوره حفل تأبين أحد أعضاء جماعة العدل والإحسان، متهما إياه بمخالفة قوانين وتوجهات الوزارة. وكشف عبد القدوس أنحاس، خطيب الجمعة بمسجد حي الشباب الموقوف، أن المسجد كان يستقطب مئات المصلين، من خارج مدينة الرباط الراغبين في الاستفادة من عدد من المواضيع المطروحة، بالنظر لطبيعة الدروس التي تتناولها خطبة الجمعة بالشرح والتحليل، مشيرا إلى «أن هذا الأمر أثار حفيظة المندوب الذي لم يرقه أن يمتلئ المسجد عن آخره، بعموم المصلين الذين ينتمي أغلبهم إلى فئات ثقافية مختلفة». وأوضح حليم محمد، في تصريح ل»المساء»، وهو مؤذن سابق وأحد القيمين الدينيين بمسجد عبد اللطيف التازي بالقبيبات، تم توقيفه عن أداء مهامه، بحجة استغلاله فضاء المسجد لأغراض مادية، أن المندوب الجهوي لوزارة التوفيق بالرباط، «يحمل نزعة عدائية لكافة الأعمال الدينية الإشعاعية، التي تستقطب أكبر عدد من المواطنين، نظرا لتأويله «السلبي» لهذه الأنشطة، التي يرى فيها تهديدا لتوجهات الوزارة العامة». من جانبه، نفى مندوب الأوقاف لجهة الرباط، في اتصال هاتفي مع»المساء» ما نسب إليه حول موضوع الإعفاءات التي طالت عددا من الخطباء، والمؤذنين، مؤكدا على وجود دليل وزاري ينظم عملية تدبير الشؤون الدينية، على أساسه تتم مراقبة أعمال القيمين الدينيين، وغيرهم من الخطباء والمرشدين. من جهة أخرى، نفى مندوب التوفيق على جهة الرباط، انتماءه لأي طريقة أو جماعة، أو طائفة، قائلا: «أنا أؤمن بشعار وحيد هو الله الوطن الملك، ومسؤوليتي أقوم بها وفق ما هو مطلوب».