الاتحاد الاشتراكي يعلن اعتزازه بالمسار الذي اتخذه ورش مراجعة مدونة الأسرة بما يليق بمغرب الألفية الثالثة    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    انخفاض كميات مفرغات الصيد البحري بميناء آسفي    رئيس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء: الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    حماس وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بتعطيل اتفاق الهدنة وإطلاق سراح الرهائن    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    نجاة 32 شخصا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان    "سرقة البطولة" من الجيش تثير مواجهة مفتوحة بين رئيسي الوداد البيضاوي والرجاء البيضاوي    السلطات الأمنية تمنع تنقل جماهير الرجاء إلى بركان        حافلة "ألزا" تدهس شابًا وتُنهي حياته بطنجة    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    الحصيلة السنوية للأمن الوطني: أرقام حول الرعاية الاجتماعية والصحية لأسرة الأمن الوطني    إسبانيا تبدأ إجراءات تسليم جثة مهاجر مغربي عثر عليه وسط البحر    المغرب التطواني يكشف حقائق مغيبة عن الجمهور    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025        بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    الوداد يطرح تذاكر مباراته أمام المغرب الفاسي        توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية        الدراسات التمهيدية والجيولوجية لمشروع نفق أوريكا تكتمل وبدء التحضير للدراسات التقنية لتحديد التكلفة النهائية    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    قياس استهلاك الأجهزة المنزلية يتيح خفض فاتورة الكهرباء    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    إمزورن..لقاء تشاركي مع جمعيات المجتمع المدني نحو إعداد برنامج عمل جماعة    "ما قدهم الفيل زيدهوم الفيلة".. هارون الرشيد والسلطان الحسن الأول    الدورة العاشرة لمهرجان "بويا" النسائي الدولي للموسيقى في الحسيمة    العلوم الاجتماعية والفن المعاصر في ندوة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    اليوم في برنامج "مدارات" بالإذاعة الوطنية : البحاثة محمد الفاسي : مؤرخ الأدب والفنون ومحقق التراث        ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    الإصابة بالسرطان في أنسجة الكلى .. الأسباب والأعراض    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤذنون يرفعون أصواتهم بالمطالب
نشر في التجديد يوم 27 - 02 - 2013

يبلغ عدد القيمين الدينيين بالمساجد 67 ألف قيم ديني يقومون بمهام دينية مختلفة منها الإمامة والخطابة والأذان وقراءة الحزب ومهام أخرى مختلفة. فيما يبلغ عدد المؤذنين حوالي 17 ألف مؤذن يتوزعون على مختلف المساجد وذلك وفق الإحصائيات الرسمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ابتداء من يناير 2009 وضعت الوزارة الوصية معايير جديدة للمكافآت الشهرية للأئمة والخطباء، إذ ارتفعت هذه المكافآت خلال عشر سنوات ما بين 1999 إلى 2009 حسب الوزارة نفسها. إلى جانب ذلك تم إدماج الأئمة اعتبارا من سنة 2007 في نظام التغطية الصحية واستفاد لغاية سنة 2011، 47 ألفا و 667 إمام وشمل هذا النظام ذوي حقوق الأئمة من زوجاتهم وأبنائهم.
هذا الاهتمام والنقلة النوعية التي عرفتها وضعية الأئمة المادية والاجتماعية وحتى العلمية من خلال برنامج ميثاق العلماء يقول المؤذنون كانت تمر أمامهم كشريط طويل كانوا هم يتابعونه من صالة المتفرجين.
لا يمر يوم دون أذان، ولا يمكن أن يخلو مسجد في كل التراب الوطني من مؤذن يصدح بصوته معلنا خمس مرات في اليوم النداء لجميع المسلمين، حتى يجتمعوا من كل صوب وحدب لأداء ثاني أركان الإسلام، الصلاة.
ولأن الآذان والإقامة جزء من الصلاة، فإن وظيفة المؤذن لا بديل عنها، ووجوده في المسجد أو في مجال قريب منه ضرورة حتمية طيلة أيام الأسبوع وعلى مدى أشهر السنة، وفي رمضان حيث تتحول المساجد والساحات المحيطة بها إلى محج للمصلين، فكما أنه لا صلاة بدون إمام، فإنه لا مصلين بدون صوت المؤذن الذي يصدح بألفاظ الآذان والإقامة خمس مرات في اليوم.
إلى جانب مهمة الآذان يقوم المؤذنون بفتح المسجد قبل الصلاة والحرص على إغلاقه بعد خروج آخر مصلّ منه، والعناية بالمسجد ورعايته والمحافظة عليه من كل ما يمكن أن يسيء لمكانة هذه الأماكن المقدسة.
يوميات عمل المؤذن تنتهي كل شهر بتقاضيه مكافأة تتراوح ما بين 500 و 750 درهما، وهي منحة تعتبرها هذه الفئة هزيلة، ولا مناص كما يقولون عن الذهاب في اتجاه تحسين وضعيتهم المادية والاجتماعية إسوة بالأئمة والخطباء الذين طالت نسمات التغيير وضعيتهم، والتفت الرأي العام الوطني لهم.
« لاحق لنا في العطلة أو المرض أو الغياب» هكذا يلخص أحد المؤذنين مهمته ويضيف إذا كان الموظف يقضي ثماني ساعات في مقر عمله، وخمسة أيام في الأسبوع ويحصل على عطلة سنوية ليرتاح فوضع المؤذنين مختلف « ساعات النهار من طلوع الفجر إلى صلاة العشاء هي توقيت عملنا اليومي والأيام كلها تتشابه فلا يختلف الشتاء عن الصيف كما لا عطلة سنوية ولا راحة أسبوعية إلا بالاتفاق بين المؤذن والإمام» يقول المتحدث ذاته.
بين مساجد الأوقاف والمحسنين
(م،م) يشتغل مؤذنا في أحد المساجد التي تسيرها جمعية للمحسنين ، يقول أنه يتقاضى ألفي درهم وله مسكن خاص ويوم عطلة في الأسبوع، إلى جانب عطلة سنوية مدتها 21 يوما.
وظيفة المؤذن كما يقول (م .م )هي إلى جانب الآذان، إقامة الصلاة وفتح وإغلاق المسجد وينوب عن الإمام في حال غيابه أو تعذر عليه إمامة المصلين. كما أن بعض الأئمة يقومون إلى جانب ذلك بالاشراف على نظافة المسجد.
يقول (م-م) ان وضعية المؤذنين في المغرب ليست واحدة بل تختلف حسب موقع المسجد والجهة المشرفة عليه، وحسبه فان المؤذنين الذين يشتغلون في مساجد تابعة للأوقاف رغم المكافأة الهزيلة التي يحصلون عليها فإنهم يكونون أكثر حرية في عملهم ولا يخضعون للضغط المستمر من قبل الجمعية المسيرة للمسجد التي لا تتساهل مع المؤذن ولا تسمح له بمغادرته إن اضطرته الظروف لذلك. ويضيف أنه لا توجد معايير موحدة في اختيار المؤذن بل إن الأعراف هي التي تتدخل في ذلك، مشيرا إلى أنه لا يوجد حرص كبير من أجل اعتماد الأذان بالصيغة المغربية لأن هناك بعض المؤذنين يفضلون الأذان بالصيغة المشرقية.
يقول المؤذن إن التباين في وضعيات المؤذن تستلزم وضع قانون أو نظام معين يحدد مهام المؤذن بدقة وكذا جميع المتدخلين في المسجد كما يوحد تعويضات المؤذنين وينظم مهمتهم حتى لا تبقى خاضعة للأعراف، ويؤكد على ضرورة أن تخضع جميع المساجد لتسيير وزارة الأوقاف لا للجمعيات المسيرة.
«خ، د» مؤذن في أحد المساجد الصغيرة التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يقول إنه ينوب عن الإمام في غيابه ويؤذن في الأوقات الخمسة إضافة إلى تنظيف المسجد وفتحه وإغلاقه عقب كل صلاة.
يتقاضى ( خ-د) مكافأة شهرية قدرها 700 درهم ويشرح وضعيته ل»التجديد» قائلا « أنا متزوج وأب لطفلين في مرحلة التمدرس، أسكن مع أصهاري لأن المسجد الذي أعمل لا يتوفر على سكن مخصص للإمام والمؤذن»، ويضيف « وضعيتي صعبة ولا يعلمها إلا الله، أكمل الشهر بشق النفس، ف 700 درهم لا تعني شيئا أمام غلاء الأسعار وضروريات الحياة».
(خ-د) يقول إن بعض المحسنين «كيدورو معايا باش نكمل الشهر» خاصة وأن أحد أبنائه مريض بالربو ويحتاج إلى متابعة طبية مستمرة. يتأسف (خ - د) لأنهم مقصيون من برنامج تحسين وضعية القيمين الدينيين كما هو الحال بالنسبة للأئمة والخطباء، فمكافأة المؤذنين هزيلة ولا يحصلون سوى على منحة عيد الأضحى التي تبلغ 500 درهم، ويقول في هذا الصدد « لم نستفد من الزيادة في المكافآت كما أننا لا نستفيد من خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالقيمين الدينيين وخاصة التغطية الصحية، وبسبب مرض ابنه المزمن يقول المؤذن إنه قام بالإجراءات اللازمة لإعداد بطاقة «راميد» لكنه لم يحصل عليها لحد الآن بعد أن طالبوه بأداء مبلغ 480 درهما قبل استخراجها وهو المبلغ الذي لم يستطع تدبيره لتظل البطاقة حبيسة لدى السلطات المحلية».
وعن وضعية المؤذنين عموما يقول ( خ-د) «مهنتي حاليا مؤذن فقط، لكن بعض المؤذنين الآخرين إلى جانب هذه المهمة فهم محظوظون لأنهم تعلموا حرفة موازية لذلك فبعضهم يشتغل إلى جانب وظيفته بالمسجد بمهن أخرى كخياطين مثلا..» ويلفت المتحدث إلى أن وضعية المؤذنين المادية تختلف حسب المساجد التي يشتغلون فيها، فبعضهم يتقاضى 1300 درهم والبعض الآخر 900 درهم كما أن منهم من يسكن في سكن تابع للمسجد وبعضهم بسبب علاقاته فإنه يشارك في المناسبات الدينية الرسمية ويتقاضى تعويضات مقابل ذلك.
هل التغيير قادم؟
تحدد مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين أصناف المنخرطين فيها بناء على المهام الدينية التي تخول من يتولى القيام بها صفة قيم ديني منخرط، وهذه المهام هي: الإمامة، الأذان، الخطابة، الوعظ، الإرشاد، النظافة، الحراسة، المراقبة.
في سنة 2011 استفاد 47 ألفا و 667 إمام من التغطية الصحية التي توفرها المؤسسة إلى جانب خدمات اجتماعية أخرى مثل تخفيضات على تذاكر القطار وخدمات الإسعاف ومنحة الزواج وعيد الأضحى وغير ذلك، لكن يبدو أن المؤذنين ما زالوا غير معنيين لحد الآن بهذه الخدمات.
من جهة أخرى، فإن القرار الوزاري الصادر سنة 2006 بخصوص تحديد شروط التعيين للقيام ببعض المهام الدينية، يخص بالذكر الأئمة والخطباء ويتناول القرار شروط تعيينهم والمؤهلات الواجب توفرها فيهم وكذا يحدد بالتفصيل المهام التي يقومون بها في المسجد، أما باقي القيمين الدينيين من مؤذنين ومنظفين ومراقبين فإن القرار لا يتناولهم بالذكر كما أنه لا يوجد قرار آخر أو مرسوم يحدد مهامهم.
«محمد سمير» رئيس رابطة أسرة المساجد يقول في حديث ل»التجديد» إن العرف هو الذي يحكم تعيين المؤذنين وعزلهم، ويضيف « إن تعيين المؤذنين يخضع للأعراف، ولا يتم كما هو الشأن بالنسبة للإمام التنصيص على شروط معينة في الاختيار أو الإعلان عن فتح الترشيح للقيام بهذه المهمة الدينية». يقول سمير إن المؤذنين صنفان بعضهم تابعون لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وآخرون يشتغلون في مساجد تخضع لتسيير جمعيات تنفق على المسجد والقيمين الدينيين العاملين به ومن بينهم المؤذن.
يوضح سمير أن ملف المؤذنين ما زال راكدا ولم يراوح مكانه، «فهذه الفئة تتلقى تعويضات هزيلة ولا يستفيدون من الخدمات التي تقدمها مؤسسة محمد الساسد للنهوض بوضعية القيمين الدينيين وأيضا لا يستفيدون من التغطية الصحية» وهو الأمر الذي يجعلهم يعيشون وضعيات اجتماعية مزرية باستثناء بعض الفئات المحظوظة. وحول اهتمام الرابطة بهذه الفئة يقول محمد سمير إنهم يهتمون بجميع القيمين الدينيين من أئمة وخطباء ومؤذنين ومنظفين وقراء الحزب الراتب باستثناء الأئمة المرشدين والمرشدات الذين لا يدخلون في دائرة اهتمامهم لكون هذه الفئة مستقرة ماديا ولا تعيش نفس الوضعية الصعبة التي يعيشها القيمون الدينيون.
«عبد السلام بلاجي» عضو لجنة الخارجية والأوقاف في البرلمان قال ل»التجديد» استنادا إلى لقاءات اللجنة مع الوزير الوصي على القطاع؛ إن تحسين الوضعية المادية والاجتماعية للقيمين الدينيين تهم جميع الفئات من أئمة وخطباء ومؤذنين ومنظفين ومراقبين وغيرهم، مشيرا إلى أن هذه العملية ستتم بشكل تدريجي لكونها تستلزم توفير غلاف مالي كبير، وأضاف أن البداية كانت بتحسين وضعية أزيد من أربعين ألف إمام بالرفع من مكافآتهم الشهرية واستفادتهم من التغطية الصحية ومنح أخرى مرتبطة بمناسبات معينة، إلى جانب الخدمات الأخرى التي توفرها مؤسسة محمد السادس للنهوض بأوضاع القيمين الدينيين، تتلوها في المراحل اللاحقة تحسين وضعية باقي القيمين الدينين ومنهم المؤذنون.
وزير الأوقاف اعترف بالوضعية الهشة لفئة القيمين الدينين خلال جوابه على سؤال في البرلمان العام الماضي، وأشار إلى أن وزارته تعتزم تسوية وضعية هذه الفئة. التوفيق قال إن مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية تقوم سنويا بتوفير منح لصالح هاته الفئة من قبيل «منحة عيد الأضحى» و»التأهيل للزواج»، بالإضافة إلى منحة تفوق التلاميذ أبناء القيمين الدينيين، كان آخرها توفير منحة مالية لفائدة 100 تلميذ هذه السنة، هذا زيادة على توفير سكن تابع للمسجد في حال توفره.
لا يمر يوم دون أذان، ولا يمكن أن يخلو مسجد في كل التراب الوطني من مؤذن يصدح بصوته معلنا خمس مرات في اليوم النداء لجميع المسلمين، حتى يجتمعوا من كل صوب وحدب لأداء ثاني أركان الإسلام، الصلاة.
ولأن الآذان والإقامة جزء من الصلاة، فإن وظيفة المؤذن لا بديل عنها، ووجوده في المسجد أو في مجال قريب منه ضرورة حتمية طيلة أيام الأسبوع وعلى مدى أشهر السنة، وفي رمضان حيث تتحول المساجد والساحات المحيطة بها إلى محج للمصلين، فكما أنه لا صلاة بدون إمام، فإنه لا مصلين بدون صوت المؤذن الذي يصدح بألفاظ الآذان والإقامة خمس مرات في اليوم.
إلى جانب مهمة الآذان يقوم المؤذنون بفتح المسجد قبل الصلاة والحرص على إغلاقه بعد خروج آخر مصلّ منه، والعناية بالمسجد ورعايته والمحافظة عليه من كل ما يمكن أن يسيء لمكانة هذه الأماكن المقدسة.
يوميات عمل المؤذن تنتهي كل شهر بتقاضيه مكافأة تتراوح ما بين 500 و 750 درهما، وهي منحة تعتبرها هذه الفئة هزيلة، ولا مناص كما يقولون عن الذهاب في اتجاه تحسين وضعيتهم المادية والاجتماعية إسوة بالأئمة والخطباء الذين طالت نسمات التغيير وضعيتهم، والتفت الرأي العام الوطني لهم.
« لاحق لنا في العطلة أو المرض أو الغياب» هكذا يلخص أحد المؤذنين مهمته ويضيف إذا كان الموظف يقضي ثماني ساعات في مقر عمله، وخمسة أيام في الأسبوع ويحصل على عطلة سنوية ليرتاح فوضع المؤذنين مختلف « ساعات النهار من طلوع الفجر إلى صلاة العشاء هي توقيت عملنا اليومي والأيام كلها تتشابه فلا يختلف الشتاء عن الصيف كما لا عطلة سنوية ولا راحة أسبوعية إلا بالاتفاق بين المؤذن والإمام» يقول المتحدث ذاته.
بين مساجد الأوقاف والمحسنين
(م،م) يشتغل مؤذنا في أحد المساجد التي تسيرها جمعية للمحسنين ، يقول أنه يتقاضى ألفي درهم وله مسكن خاص ويوم عطلة في الأسبوع، إلى جانب عطلة سنوية مدتها 21 يوما.
وظيفة المؤذن كما يقول (م .م )هي إلى جانب الآذان، إقامة الصلاة وفتح وإغلاق المسجد وينوب عن الإمام في حال غيابه أو تعذر عليه إمامة المصلين. كما أن بعض الأئمة يقومون إلى جانب ذلك بالاشراف على نظافة المسجد.
يقول (م-م) ان وضعية المؤذنين في المغرب ليست واحدة بل تختلف حسب موقع المسجد والجهة المشرفة عليه، وحسبه فان المؤذنين الذين يشتغلون في مساجد تابعة للأوقاف رغم المكافأة الهزيلة التي يحصلون عليها فإنهم يكونون أكثر حرية في عملهم ولا يخضعون للضغط المستمر من قبل الجمعية المسيرة للمسجد التي لا تتساهل مع المؤذن ولا تسمح له بمغادرته إن اضطرته الظروف لذلك. ويضيف أنه لا توجد معايير موحدة في اختيار المؤذن بل إن الأعراف هي التي تتدخل في ذلك، مشيرا إلى أنه لا يوجد حرص كبير من أجل اعتماد الأذان بالصيغة المغربية لأن هناك بعض المؤذنين يفضلون الأذان بالصيغة المشرقية.
يقول المؤذن إن التباين في وضعيات المؤذن تستلزم وضع قانون أو نظام معين يحدد مهام المؤذن بدقة وكذا جميع المتدخلين في المسجد كما يوحد تعويضات المؤذنين وينظم مهمتهم حتى لا تبقى خاضعة للأعراف، ويؤكد على ضرورة أن تخضع جميع المساجد لتسيير وزارة الأوقاف لا للجمعيات المسيرة.
«خ، د» مؤذن في أحد المساجد الصغيرة التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يقول إنه ينوب عن الإمام في غيابه ويؤذن في الأوقات الخمسة إضافة إلى تنظيف المسجد وفتحه وإغلاقه عقب كل صلاة.
يتقاضى ( خ-د) مكافأة شهرية قدرها 700 درهم ويشرح وضعيته ل»التجديد» قائلا « أنا متزوج وأب لطفلين في مرحلة التمدرس، أسكن مع أصهاري لأن المسجد الذي أعمل لا يتوفر على سكن مخصص للإمام والمؤذن»، ويضيف « وضعيتي صعبة ولا يعلمها إلا الله، أكمل الشهر بشق النفس، ف 700 درهم لا تعني شيئا أمام غلاء الأسعار وضروريات الحياة».
(خ-د) يقول إن بعض المحسنين «كيدورو معايا باش نكمل الشهر» خاصة وأن أحد أبنائه مريض بالربو ويحتاج إلى متابعة طبية مستمرة. يتأسف (خ - د) لأنهم مقصيون من برنامج تحسين وضعية القيمين الدينيين كما هو الحال بالنسبة للأئمة والخطباء، فمكافأة المؤذنين هزيلة ولا يحصلون سوى على منحة عيد الأضحى التي تبلغ 500 درهم، ويقول في هذا الصدد « لم نستفد من الزيادة في المكافآت كما أننا لا نستفيد من خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالقيمين الدينيين وخاصة التغطية الصحية، وبسبب مرض ابنه المزمن يقول المؤذن إنه قام بالإجراءات اللازمة لإعداد بطاقة «راميد» لكنه لم يحصل عليها لحد الآن بعد أن طالبوه بأداء مبلغ 480 درهما قبل استخراجها وهو المبلغ الذي لم يستطع تدبيره لتظل البطاقة حبيسة لدى السلطات المحلية».
وعن وضعية المؤذنين عموما يقول ( خ-د) «مهنتي حاليا مؤذن فقط، لكن بعض المؤذنين الآخرين إلى جانب هذه المهمة فهم محظوظون لأنهم تعلموا حرفة موازية لذلك فبعضهم يشتغل إلى جانب وظيفته بالمسجد بمهن أخرى كخياطين مثلا..» ويلفت المتحدث إلى أن وضعية المؤذنين المادية تختلف حسب المساجد التي يشتغلون فيها، فبعضهم يتقاضى 1300 درهم والبعض الآخر 900 درهم كما أن منهم من يسكن في سكن تابع للمسجد وبعضهم بسبب علاقاته فإنه يشارك في المناسبات الدينية الرسمية ويتقاضى تعويضات مقابل ذلك.
هل التغيير قادم؟
تحدد مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين أصناف المنخرطين فيها بناء على المهام الدينية التي تخول من يتولى القيام بها صفة قيم ديني منخرط، وهذه المهام هي: الإمامة، الأذان، الخطابة، الوعظ، الإرشاد، النظافة، الحراسة، المراقبة.
في سنة 2011 استفاد 47 ألفا و 667 إمام من التغطية الصحية التي توفرها المؤسسة إلى جانب خدمات اجتماعية أخرى مثل تخفيضات على تذاكر القطار وخدمات الإسعاف ومنحة الزواج وعيد الأضحى وغير ذلك، لكن يبدو أن المؤذنين ما زالوا غير معنيين لحد الآن بهذه الخدمات.
من جهة أخرى، فإن القرار الوزاري الصادر سنة 2006 بخصوص تحديد شروط التعيين للقيام ببعض المهام الدينية، يخص بالذكر الأئمة والخطباء ويتناول القرار شروط تعيينهم والمؤهلات الواجب توفرها فيهم وكذا يحدد بالتفصيل المهام التي يقومون بها في المسجد، أما باقي القيمين الدينيين من مؤذنين ومنظفين ومراقبين فإن القرار لا يتناولهم بالذكر كما أنه لا يوجد قرار آخر أو مرسوم يحدد مهامهم.
«محمد سمير» رئيس رابطة أسرة المساجد يقول في حديث ل»التجديد» إن العرف هو الذي يحكم تعيين المؤذنين وعزلهم، ويضيف « إن تعيين المؤذنين يخضع للأعراف، ولا يتم كما هو الشأن بالنسبة للإمام التنصيص على شروط معينة في الاختيار أو الإعلان عن فتح الترشيح للقيام بهذه المهمة الدينية». يقول سمير إن المؤذنين صنفان بعضهم تابعون لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وآخرون يشتغلون في مساجد تخضع لتسيير جمعيات تنفق على المسجد والقيمين الدينيين العاملين به ومن بينهم المؤذن.
يوضح سمير أن ملف المؤذنين ما زال راكدا ولم يراوح مكانه، «فهذه الفئة تتلقى تعويضات هزيلة ولا يستفيدون من الخدمات التي تقدمها مؤسسة محمد الساسد للنهوض بوضعية القيمين الدينيين وأيضا لا يستفيدون من التغطية الصحية» وهو الأمر الذي يجعلهم يعيشون وضعيات اجتماعية مزرية باستثناء بعض الفئات المحظوظة. وحول اهتمام الرابطة بهذه الفئة يقول محمد سمير إنهم يهتمون بجميع القيمين الدينيين من أئمة وخطباء ومؤذنين ومنظفين وقراء الحزب الراتب باستثناء الأئمة المرشدين والمرشدات الذين لا يدخلون في دائرة اهتمامهم لكون هذه الفئة مستقرة ماديا ولا تعيش نفس الوضعية الصعبة التي يعيشها القيمون الدينيون.
«عبد السلام بلاجي» عضو لجنة الخارجية والأوقاف في البرلمان قال ل»التجديد» استنادا إلى لقاءات اللجنة مع الوزير الوصي على القطاع؛ إن تحسين الوضعية المادية والاجتماعية للقيمين الدينيين تهم جميع الفئات من أئمة وخطباء ومؤذنين ومنظفين ومراقبين وغيرهم، مشيرا إلى أن هذه العملية ستتم بشكل تدريجي لكونها تستلزم توفير غلاف مالي كبير، وأضاف أن البداية كانت بتحسين وضعية أزيد من أربعين ألف إمام بالرفع من مكافآتهم الشهرية واستفادتهم من التغطية الصحية ومنح أخرى مرتبطة بمناسبات معينة، إلى جانب الخدمات الأخرى التي توفرها مؤسسة محمد السادس للنهوض بأوضاع القيمين الدينيين، تتلوها في المراحل اللاحقة تحسين وضعية باقي القيمين الدينين ومنهم المؤذنون.
وزير الأوقاف اعترف بالوضعية الهشة لفئة القيمين الدينين خلال جوابه على سؤال في البرلمان العام الماضي، وأشار إلى أن وزارته تعتزم تسوية وضعية هذه الفئة. التوفيق قال إن مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية تقوم سنويا بتوفير منح لصالح هاته الفئة من قبيل «منحة عيد الأضحى» و»التأهيل للزواج»، بالإضافة إلى منحة تفوق التلاميذ أبناء القيمين الدينيين، كان آخرها توفير منحة مالية لفائدة 100 تلميذ هذه السنة، هذا زيادة على توفير سكن تابع للمسجد في حال توفره.
******
ضوابط تتعلق بالعبادات داخل المساجد
- يرفع الأذان للصلاة في المساجد بالصيغة المغربية، في وضوح للألفاظ وفي خشوع وبلحن مسترسل خال من كل تقليد للصيغ الأجنبية؛
- يؤذن للصلوات الخمس عند دخول وقت كل منها؛
- مواقيت الصلاة في جميع أنحاء المملكة هي التي تحددها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتقويمها هو المعتمد في جميع المساجد؛
- ألفاظ الأذان هي: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله؛
- يرفع أذان الجمعة ثلاث مرات بعد صعود الخطيب فوق المنبر عند دخول الوقت؛
- تقام صلاة الفجر بعد مرور عشرين دقيقة من دخول وقتها، وتقام صلوات الظهر والعصر والعشاء بعد خمس عشرة دقيقة على أكثر تقدير من دخول وقتها، أما صلاة المغرب فتقام بعد عشر دقائق من دخول وقتها. ولا يمكن ملاءمة هذه الأوقات مع الحاجيات الخاصة لبعض المناسبات (مثل رمضان) والجهات إلا بعد الحصول على إذن مكتوب من الوزارة؛
- تؤدى ألفاظ الإقامة بالإفراد إلا لفظ التكبير فإنه بالتثنية.
******
مطالب مؤذني المساجد وفقا لرابطة أسرة المساجد
- تمكين المؤذن من السكن التابع للمسجد، والحق في السكن لمن لم يتوفر على سكن في المسجد.
- حماية المؤذنين من أذى الجمعيات.
- إعادة النظر في كيفية تعيين المؤذنين وترقيتهم حسب الشواهد التي حصلوا عليها ومراعاة الأقدمية وتعيينهم عن طريق مباريات مثل الأئمة.
- الاستفادة من التغطية الصحية لجميع المؤذنين إذ لافرق بين المؤذن والإمام.
- تمكينهم من التكوين أسوة بإخوانهم الأئمة حتى يكون الجميع على المستوى اللائق ببيوت الله تعالى.
- حق المؤذن في الحصول على شهادة التزكية لمن أراد ذلك.
- إرجاع كافة الموقوفين الذين لم يثبت في حقهم ما يسوغ فصلهم من مزاولة مهامهم.
- تحديد المهام
-الاستفادة من قرعة الحج بالنسبة للمؤذنين كبار السن.
-الحق في التقاعد مع مراعاة السن الذي يتلاءم مع هذا القطاع.
-الحق في العطل
******
الساهرون على خدمة المسجد
في كل مسجد يسهر عدد من القيمين الدينيين على أن يؤدي هذا الفضاء رسالته الدينية، إنه بيت الله الذي يفترض أن يكون في أحسن صورة وأبهاها لاستقبال المصلين، ولذلك فإن تكامل الأدوار بين القيمين هو الذي يجعل هذه الصورة مكتملة.
فالإمام الذي يؤم المصلين في الأوقات الخمسة يحصل على مكافأة تبلغ 1100 درهم كحد أدنى، والخطيب الذي يقدم للمصلين زادا روحيا كل يوم جمعة يتقاضى 1000 درهم شهريا كحد أدنى، لكن هذه المكافآت ترتفع لمن يجمع بين الإمامة والخطابة (1600 دهم شهريا كحد أدنى)، أو يجمع بين الإمامة والآذان (1500 درهم شهريا كحد أدنى) وتصل المكافأة إلى 2000 درهم شهريا كحد أدنى للإمام الذي يزاول أيضا مهمتي الخطابة والآذان.
أما المؤذن فهو الذي يسهر على فتح وإغلاق المسجد، والأذان خمس مرات في اليوم، فيما يقوم المنظف بتنظيف المسجد ومرافقه الصحية ويتقاضى أجرا شهريا لا يتعدى 400 درهم، أما المكلف بقراءة الحزب، عقب صلاتي الصبح والمغرب، فهو يتقاضى مقابلا لا يتعدى 120 درهما شهريا.
الأئمة والخطباء هم لحد الساعة الفئة الوحيدة من القفيمين الدينينن التي تستفيد من خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بأوضاع القيمين الدينيين، وتتعلق هذه الخدمات بالتغطية الصحية، خدمة المساعدة الطبية والنقل الطبي، منحة التفوق لأبناء القيمين الدينيين، الإعانات المالية في مناسبات عيد الأضحى والزواج، إعانات في حالة العجز والوفاة، كما يستفيد القيمون الدينيون بمعية أفراد عائلاتهم من تخفيضات تفضيلية على التعرفة العمومية المطبقة على السفر بالدرجة الأولى والثانية على متن القطارات. وتعمل المؤسسة بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على تنظيم موسم الحج لفائدة القيمين الدينيين الذين يمارسون مهام دينية، وهم الأئمة والخطباء والمؤذنون.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.