أوقفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطيب الجمعة، الدكتور عبد القدوس أنحاس، وهو أيضا مقدم برامج دينية بقناة السادسة للقرآن الكريم، حيث مُنع من الخطبة في الجمعتين الأخيرتين، دون أن تُفصح الوزارة عن الأسباب الثاوية وراء قرارها الذي فاجأ محبي ومتابعي هذا الخطيب. وأكد أنحاس، في تصريحات لهسبريس، خبر توقيفه عن الخطابة بمسجد حي الشباب بالرباط، معتبرا أن "توقيفه لم يتم تعليله بأسباب معينة"، قبل أن يلفت إلى أن المعنيين بالأمر يأخذون بعين الاعتبار تناول الخطيب للمواضيع المستهلكة والروتينية المعروفة، ولا يستسيغون تطرق الخطيب للمواضيع الحية، ولقضايا المجتمع التي تهم الناس أكثر". وحول خطب الجمعة الأخيرة التي تناولها قبل أن يتم توقيفه من طرف الوزرة الوصية، أفاد أنحاس أنه تطرق في خطبه إلى قضايا قرآنية صرفة بالتحليل والموعظة الحسنة، كما عالج مواضيع حيوية من قبيل تحويل القبلة، وحقيقة التدين". واستطرد الخطيب الموقوف بأنه تناول في خطبته الأخيرة أيضا الآية القرآنية الكريمة "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم"، مبينا للمصلين أسباب نزول هذا الآية وسياقاتها، ومنها عالج قضية روح التدين، والفروق بين التدين الحقيقي والتدين السطحي". وفور علم متابعي أنحاس الذي يصفه البعض بالخطيب المُفوه، حيث يغص المسجد الذي يؤم فيه الناس يوم الجمعة بمئات المصلين الذين يفدون عليه من أنحاء المدينة، حتى انبرت العديد من ردود الفعل المستنكرة لتوقيف الخطيب عن خطبة الجمعة، تمثلت في التعليقات المتضامنة معه في الكثير من الصفحات الفايسبوكية. وأبدى واعظ ديني، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريح لهسبريس، استغرابه من "توقيف خطيب معروفه بمنهجه الوسطي المعتدل، وطريقته الودودة في إيصال الأفكار والقناعات التي تتوخى بناء الشخصية الإسلامية الناجحة"، مبرزا أن "هذا الخطيب تم توقيفه عن خطبه بالمسجد التي يسمعها المئات فقط، بينما برامجه التلفزية يتابعها الملايين". وفي السياق ذاته أفاد مصدر مطلع، في تصريحات لهسبريس، بأن "مندوب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالرباط عُرف منذ تعيينه في مهامه بانزعاجه من الخطباء الذين يمتلكون بعض الحس الدعوي، ولديهم قبول لدى المصلين والجمهور، وهو ما قد يفسر توقيف الخطيب أنحاس".