استفاق سجناء سجن مول البركي بأسفي، صباح السبت الماضي، على دوي صراخ كسر هدوء المكان بحي د 1 يستغيث فيه صاحبه لإنقاذه، حيث فوجئ السجناء الذين غادروا زنازينهم والموظفين على مشهد موظف يدعى «محمد. بلعالية» ينزف دما و يذرف دموعا متوسلا إلى سجين محكوم بالمؤبد كان مسلحا بسلاح أبيض تقليدي الصنع بتركه حيث وجه له ضربات في أنحاء مختلفة من جسده فيما يكتفي الموظف بالتوسل إليه. مصادر من داخل السجن أكدت ل»المساء» أن موظفين حاولوا إنقاذ زميلهم لكنهم عادوا أدراجهم بعد أن هددهم السجين بالتصفية فيما تقاسم الموظفون والسجناء مشاعر الأسى على اعتبار أن الموظف الضحية حارس سجن من الدرجة الرابعة معروف بدماثة أخلاقة وطيبوبته منذ ترحيله من سجن طانطان. وظل الموظف يتعرض لحصة من الإذلال والتعذيب النفسي والجسدي فيما توارى الجميع خشية أن يكون لهم نفس المصير ووحده تدخل وشل حركة السجين ونزع السلاح فيما تدخل موظفون قاموا بنقل زميلهم مغشيا عليه وهو ينزف دما إلى مصلحة السجن حيث قدمت له الإسعافات الأولية. هذا الحادث المأساوي، تضيف المصادر ذاتها، كسر جدار الصمت وأجج مشاعر الغضب لدى الموظفين على وجه الخصوص، ففي الوقت الذي احتج فيها سجناء على تنامي حوادث الاعتداء ومحاولات القتل نددوا بمنعهم من أداء صلاة العصر جماعة خلال شهر رمضان وتأخير صرف الوجبات الغذائية، حتى أن حصة القهوة لم تصرف يوم الجمعة الماضية إلا مع أذان صلاة العشاء. وأضافت المصادر ذاتها أن المعتدي كان قد أودع مصحة السجن وطالما لوح بالانتحار احتجاجا على الحيف والميز الذي يعتمد في التعامل مع المعتقلين. وتساءل بعض الموظفين عن سر غض الطرف عن «شبكة» لتجارة المخدرات وتستفيد ماديا من عائدات تجارة الممنوعات في الوقت الذي يتم فيه إشهار مذكرة خاصة بتفتيش الموظفين وهي العملية التي يتم فيها استثناء موظفين محظوظين، تضيف المصادر ذاتها. وقالت المصادر ذاتها إن الأوضاع داخل مول البركي تتجه نحو المجهول في الوقت الذي دخلت فيه منظمة العفو الدولية على الخط حيث أوفد مكتبها بتونس تقريرا إلى المصالح المركزية للمنظمة بخصوص اختلالات يقف وراءها مسؤول به وكذا بخصوص قضية سجين مرحل من مول البركي الى السجن المدني بورزازات الذي يتهم موظفا بتسلم رشوة منه مقابل الإبقاء عليه بمول البركي . ويشار إلى أن حادث محاولة القتل جاء أسابيع فقط بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها موظفون أمام المندوبية العامة احتجاجا على الأخطار المحدقة بهم أثناء مهامهم والتي تتنوع ما بين الاعتداء ومحاولة الاغتصاب التي طالت موظفين وموظفات بالسجون بإصلاحية بنسليمان وسجن ايت ملول المركزي.