فضيحة جديدة تهز أركان المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج تتعلق برشوة بطلها موظف تابع للمندوبية بالسجن المركزي مول البركي بأسفي، على ضوء شكاية وجهها السجين واعزيز سعيد 26649 إلى المندوب العام، محمد صالح التامك، كاشفا له عن أنه دفع مبلغ 10 آلاف درهم نظير الإبقاء عليه بمول البركي، والسماح له بالاحتفاظ بهاتفه المحمول، بعدما كان موضوع عملية ترحيل إلى السجن المحلي بورزازات. السجين الذين يقضي عقوبة حبسية مدتها 5 سنوات أشرف على استكمالها، حيث لم يتبق له سوى ستة أشهر، مد المندوب العام برقمه الهاتفي الخاص والذي كان يجري من خلاله مفاوضات مع موظف (ف)، حيث كشف أنه أرسل المبلغ المالي في طرد «كوليا» تسلمه الموظف المعني الذي هو غير مكلف بتفتيش الطرود واسمه غير مدرج ضمن لائحة الموظفين بتفتيش الطرود، ومع ذلك فإنه هو من تسلم الطرد. السجين ناشد المندوبية العامة بمراسلة شركة للاتصال للحصول على كشوفات المكالمات الواردة والصادرة من هاتف السجين وهاتف الموظف المعني بهذه التهم. وفي موضوع متصل استدعى الوكيل العام لدى استئنافية أسفي مدير سجن مول البركي لاستفساره عن محاولة القتل التي كانت قد شهدتها المؤسسة منذ حوالي أسبوعين، عندما تسلح سجين بحجر ودسه بوسادة وانهال على نزيل آخر على رأسه وكاد يتسبب في وفاته. وتأتي فضيحة الرشوة هذه في الوقت الذي خرج فيه المركز المغربي لحقوق الإنسان ببيان شديد اللهجة بخصوص ما قال عنه محمد رشيد الشريعي، رئيس المركزي المغربي لحقوق الإنسان، «تجاوزات خطيرة» يشهدها مول البركي وعلى رأسها الانتقائية في التعامل مع المعتقلين في خرق للقانون المنظم للسجون 98/23 الذي ينص على أن جميع السجناء سواسية أمام القانون. ويرتقب أن تنظم عشرات العائلات مدعومة بالمركز المغربي لحقوق الإنسان، صباح اليوم الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام سجن مول البركي بأسفي تنديدا بما وصفه الشريعي ب»اللامبالاة» و»التضييق» الذي يتعرض له بعض السجناء من قبل إدارة المؤسسة، ناهيك عن «فبركة» العديد من الملفات لكل سجين احتج على ما يطاله. كما أكد الشريعي أن المركز يتوصل بعشرات الشكايات من سجناء تعرضوا لما وصفه ب»التعذيب» و»التصفيد» طيلة اليوم على القضبان الحديدية بالسجن، ومن بين السجناء من يوضع في غرف معزولة ولا يراهم أي أحد. وأكد الشريع عن وجود تمييز في المعاملة ما بين السجناء، وقال إن المركز بصدد تهييء تقرير حول كل الاختلالات التي يشهدها السجن، والتي تطال سجناء مؤسسة مول البركي. وأضاف الشريعي أن هناك العديد من حالات السجناء المضربين عن الطعام كاحتجاج على أوضاعهم داخل مول البركي، علما أن عائلاتهم لم تتوصل برسالة إشعارية تفيد بدخول أبنائهم في الإضراب، وأضاف أنه يتم حرمان السجناء من العلاج، وكذا تنامي حوادث الاعتداء بين المعتقلين وانتشار المخدرات. يشار إلى أن «المساء» اتصلت صباح أمس بمدير سجن مول البركي لأخذ وجهة نظر الإدارة، غير أنه وإلى حدود كتابة هذه الأسطر لم تعاود الإدارة الاتصال بالجريدة وفق ما تم الاتفاق عليه.