في الوقت الذي حدد فيه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إسماعيل العلوي، في تصريح سابق ل«المساء»، فاتح دجنبر المقبل كتاريخ لاجتماع ثلاثي يضم قيادات كل من حزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الديمقراطية والحزب العمالي، من أجل الانكباب على خطة عمل في أفق توحيد هذه المكونات اليسارية، طالبت أصوات شبابية من حزب علي يعتة بعدم الإسراع بالاندماج في أي تحالف ما لم يتم اتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتأسيس تحالف يساري حقيقي قوي يضم، بالإضافة إلى الحزبين المذكورين، باقي مكونات اليسار المغربي. وذكرت مصادر من الشبيبة الاشتراكية، فضلت عدم ذكر اسمها، أنها ترفض أي اندماج قد يولد «مشوها»، في إشارة إلى المشاورات واللقاءات التي بدأت منذ مدة، خاصة بين أمناء الأحزاب الثلاثة المذكورة، في محاولة لإعادة إدماج حزب جبهة القوى الديمقراطية الذي خرج من رحم حزب الكتاب، وكذا الحزب العمالي الخارج من حزب القوات الشعبية، في إطار يساري جديد، حيث توقع التهامي الخياري أن يكون آخرُ السنة المقبلة كحد أقصى لتشكيله. وأضافت مصادر «المساء» أن عملا كبيرا يجب القيام به داخل هذه الأحزاب، وخاصة حزب التقدم والاشتراكية، من أجل إعادة الثقة للقطاعات الشبابية الموازية، ومنها بالخصوص القطاع الطلابي الاشتراكي والشبيبة الاشتراكية، التي عرف أداؤها المحلي والوطني تذبذبا، على مستوى التأطير والعمل الميداني، في الوقت الذي باتت الرحلات الدولية أبرز «منجزاتها»، حيث لا تكاد الأسفار إلى الخارج تنتهي بالنسبة لأشخاص محسوبين على هذه الشبيبة. وكشفت المصادر ذاتها عن قرب تشكيل تيار بالشبيبة الاشتراكية يدعو إلى «ترميم» البيت الداخلي وإعادة الاعتبار للقطاعات الشبابية الاشتراكية الموازية التي هُمش دورها بشكل كبير. كما اتضح ذلك خلال الانتخابات الأخيرة، مشيرة إلى أن أرضية النقاش التي ينكب حاليا على تنقيحها عدد من أعضاء الشبيبة والقطاع الطلابي الاشتراكي تؤيد بقاء الحزب بالحكومة، لكن مع تقوية هياكل الإطارات الموازية للحزب وانفتاح القيادة أكثر على مكوناتها. ولم يتسن ل«المساء» الاتصال بالكاتب العام للشبيبة الاشتراكية، إدريس الرضواني، لمعرفة وجهة نظره، وظل هاتفه النقال يرن طيلة صباح يوم الخميس، دون رد، في الوقت الذي نفى فيه عضو المكتب الوطني بالشبيبة، أحمد بوشعيب، علمه بأي «تحرك» داخل التنظيم، مشيرا إلى أنه سيكون من بين المنتمين إلى هذا التيار، إن وجد حقا، لكن شريطة أن يكون ذا أهداف نبيلة ويخدم التنظيم كما يخدم الحزب عموما. وكان إسماعيل العلوي أفاد «المساء»، في وقت سابق، أن أي إدماج في إطار أي تحالف يساري خارج الكتلة الديمقراطية، يجب أن يكون بناء على قرار صادر عن أجهزة الحزب بما في ذلك اللجنة المركزية ومقررات المؤتمر القادم، تفاديا ل«الارتجالية والانفرادية» في اتخاذ القرارات، على حد تعبيره.