كشف مصدر مطلع عن تواصل اللقاءات بين قيادات من الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، يقودها فؤاد عالي الهمة، تبحث صيغ التقارب بين الحزبين اللذين طُبعت علاقتهما ب«التنافر» خلال مرحلتي ما قبل وخلال الانتخابات الجماعية الأخيرة. وقال صلاح الوديع، الناطق الرسمي باسم الأصالة والمعاصرة: «إن اللقاءات بين قيادتي الحزبين لم تتوقف ولن تتوقف»، وأضاف: «نبحث تطورات المشهد السياسي وآفاقه، واللقاءات يطبعها الوضوح اللازم بعيدا عن علاقة العداء». وكشف الوديع، في تصريح ل«المساء»، أن اللقاءات بين الاتحاد والأصالة والمعاصرة توقفت في بعض اللحظات، لكنه تم استئنافها بين قيادتي الحزبين خلال الفترة الأخيرة، رافضا الإفصاح عن أسماء قيادات حزبه التي قادت اللقاء قبل أن يستدرك قائلا: «لدينا لجنة العلاقات الخارجية والعامة في الحزب التي من ضمن مهامها الاتصال بباقي الفاعلين السياسيين، والتي يرأسها فؤاد عالي الهمة»، في إشارة منه إلى أن الأخير التقى بقيادات من الاتحاد. وأسر مصدر ل«المساء» بأن مواضيع اجتماعات الاتحاد والأصالة والمعاصرة ابتعدت عن النقاش حول التنسيق في مجلس مدينة الرباط وأخذت منحى جديدا يهم أفق العلاقات بين الحزبين «المتنافرين»، فيما فسر مصدر آخر الاجتماعات بمحاولة من الأصالة والمعاصرة ل«محاصرة حزب العدالة والتنمية وعزله»، مؤكدا أن اجتماعين تم تنظيمهما ببيت أحد أعضاء المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، حضرهما فؤاد عالي الهمة إلى جانب قيادي اتحادي آخر. وفي سياق متصل، قال عضو من المكتب السياسي للاتحاد: «حينما نقول: حوار وطني حول الإصلاحات وحول دعم مشروع الملك، فهذا يعني جميع المغاربة على أساس أن جميع الأحزاب متساوية». وأضاف في تصريح ل«المساء»: «ليس هناك من سيتحدث باسم الملك ومن سيتفاوض عوضا عن الملك. وإلى حين ثبوت العكس، لا أحد يجرؤ على أن يلخص الملكية فيه، دستوريا ومؤسساتيا. وكلنا نشتغل ضمن التعاقد التاريخي الذي جعل الملكية مناضلة، وجعل الحركة الوطنية ملكية ضد الاستعمار». وأكد أن المغرب لم يخرج بعد من اللحظة الوطنية، والدليل خطاب الملك بمناسة ذكرى المسيرة الخضراء. ويتذكر متتبعون كيف هاجمت قيادات اتحادية حزب الأصالة والمعاصرة بشراسة خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة وبعيد الإعلان عن نتائجها، في الوقت الذي لم يستسغ فيه البعض خطوات التقارب الأخيرة بين قيادات من الحزبين.