تحتضن كندا منذ أيام كأس العالم لكرة القدم للسيدات، حيث يدور تنافس شرس بين منتخبات تمثل مختلف قارات العالم، ولاشك أن المتتبع للبطولة سيلمس التطور الكبير الذي عرفته كرة القدم النسوية، وكيف أن الأداء سواء الفردي أو الجماعي أو التكتيكي أو البدني قد بلغ مستويات متقدمة جدا. كأس العالم للسيدات أقيمت لأول مرة في الصين وتحديدا في سنة 1991، ومنذ ذلك التاريخ تحولت إلى موعد ثابت في أجندة الاتحاد الدولي «فيفا»، بل وأضحت تستقطب اهتمام القنوات التلفزيونية والمستشهرين، ناهيك عن أن الحضور الجماهيري الذي يتابع المباريات كبير جدا. في المغرب ظلت الفتيات يمارسن كرة القدم هنا وهناك، وتشكلت العديد من الفرق دون أن تكون منضوية تحت لواء الجامعة، وكان علينا أن ننتظر حتى سنة 1998 عندما أصبحت نوال المتوكل كاتبة للدولة في الشباب والرياضة، حيث عملت على إنشاء أول منتخب وطني لكرة القدم النسوية، وهو المنتخب الذي أجرى مباراة ودية بملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط، أمام فريق سويدي بارز، بحضور سفيرة السويد بالمغرب، حيث نجحن في الفوز بتلك المباراة بأربعة أهداف لواحد، وسط حضور جماهيري لافت. جاء تشكيل هذا المنتخب لأن المتوكل الشغوفة بالرياضة، والتي بدأت حياتها الرياضية ممارسة لكرة القدم قبل أن تتحول إلى مضامير القوى، ظلت تتساءل دائما لماذا لا يكون للمغرب منتخب وطني للسيدات. كانت انطلاقة الكرة النسوية بالمغرب جيدة، بل إن هذا المنتخب شارك في نهائيات كأس إفريقيا، ولكن بدلا من أن يتم وضع كرة القدم النسوية على الطريق الصحيح، وإنشاء فرق وتوفير إمكانيات العمل لها، فإن الكرة النسوية عانت من الإهمال وغياب الاهتمام من مختلف الجامعات المتعاقبة، سواء تلك التي أشرف عليها الجنرال حسني بنسليمان أو علي الفاسي الفهري، أو حتى الجامعة الحالية التي يقودها فوزي لقجع. اليوم هناك فرق تحمل أسماء فرق كبرى، لكنها تعاني الحاجة، وتمارس وسط ظروف صعبة. لو أن المسؤولين لدينا استثمروا في الانطلاقة القوية لكرة القدم النسوية بالمغرب، لكنا اليوم في وضع احسن، ولكن بما أننا نعيش وسط الفوضى، في غياب استراتيجية حقيقية للإقلاع الرياضي، فإن الوضع سيظل كما هو عليه، وستقبر الكثير من المواهب.