كشف المتحدثون خلال ندوة حول العادات الغذائية على أن المغرب أصبح يعيش تحولا على المستوى الغذائي الديموغرافي والوبائي، حيث يواجه المغاربة ما أصبح يعرف بظاهرة « مرض العبء المزدوج» التي تتميز بالنقص من العناصر المغذية الدقيقة والمتمثلة في الحديد، الفيتامين A، حمض الفوليك، الفيتامين D في مقابل ذلك، الزيادة في الوزن والسمنة بشكل كبير. هذا وأرجع المتحدثون خلال الندوة التي نظمتها المديرية الجهوية للصحة زوال يوم الاثنين الخامس عشر من يونيو الجاري بمدينة أكادير، إلى التغيرات التي طرأت على العادات الغذائية للمغاربة، والتي تطورت من تغذية تقليدية غنية بالحبوب والفواكه والخضر إلى تغذية غنية بالدهون والسكريات والأملاح، وبالسعرات الحرارية ولا تتوفر على عناصر مغذية دقيقة. وأشار المتحدثون إلى أن المشاكل الغذائية الناتجة عن هذا التحول يمكن رصدها من خلال مجموعة من المؤشرات، حيث بلغ عدد الأطفال ما دون سن الخامسة والذين يعانون من نقص في الوزن إلى 89 ألف طفل خلال سنة 2011، أي ما يعادل نسبة 3,1 في المائة من عدد الأطفال في المغرب من مثل هذا السن. فضلا عن مؤشر التأخر في النمو الذي يؤثر على ما يقارب 474 ألف طفل أي ما يصل إلى نسبة 14,9 خلال سنة 2011. وتبعا لذلك نبه أحد المتدخلين إلى أنه من بين مؤشرات هذا التحول الغذائي الذي يعرفه المغرب وهو الزيادة في الوزن والسمنة خاصة بالوسط الحضري، حيث بلغت 10,3 مليون تبلغ نسبة النساء من هذا الرقم 63 في المائة، وذكر المتحدث ذاته أنه خلال العشر سنوات الفاصلة بين سنة 2001 و2011 ارتفع عدد البالغين المتضررين من السمنة المفرطة والمرضية إلى 7,3 سنويا، كما ارتفعت نسبة مرحلة ما قبل السمنة إلى 4,0 في المائة سنويا. وخلص المتحدثون خلال الندوة إلى أن جهة مراكش تانسيفت الحوز وجهة سوس ماسة درعة تعتبران الجهات التي تعرف انتشارا كبيرا للاضطرابات الغذائية لدى الأطفال ما دون 5 سنوات في هاتين الجهتين، الأمر الذي حدا بمصالح الوزارة الوصية إلى إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغذية من هاتين الجهتين والتي تهدف أساسا إلى تعزيز عنصر التغذية في برامج الصحة، وكذا تعزيز الأمن الغذائي والصحة. والعمل على دمج عنصر التغذية في البرامج التعليمية.