أدان تجمع نقابي إسباني الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يشتغل فيها العمال الموسميون المغاربة في إسبانيا، مشيرا إلى أنهم يحرمون من الضمان الاجتماعي ولا يحصلون على كامل الأجر الذي يستحقونه، وأنهم يشتغلون في ظروف مهينة للكرامة الإنسانية. وأشارت نقابة إسبانية للعمال أن العمال المغاربة الذين يشتغلون بشكل موسمي في الأقاليم الإسبانية في قطاع الفلاحة يستغلون ويعيشون في منازل مكتظة وفي أوضاع مزرية. يشغل معظم منتجي «الفريز» في منطقة الأندلس جنوب إسبانيا يدا عاملة مغربية رخيصة الثمن، ويستغل المنتجون الإسبان عمالا موسميين أو بدون أوراق للعمل في ضيعاتهم الفسيحة. وكان ناشط إسباني في المجال البيئي قد كشف عن «تنامي الأمراض الصدرية وأمراض الجلد لدى العمال الموسميين المغاربة»، محذرا من أن «الأغراس تنمو على بلاستيك أسود، وتحصل على ماء ريّ ينقل الأسمدة والمبيدات الحشرية ومبيدات الفطر». وأشار متحدث باسم التجمع النقابي الإسباني إلى أن العمال المغاربة يشتغلون ب27 أورو فقط لليوم، ويعيشون في منازل مكتظة، متسخة ومهينة للكرامة الإنسانية. ولا تعد هذه المرة الأولى التي تثير فيها الأوضاع التي يشتغل فيها العمال المغاربة في إسبانيا الجدل، إذ سبق لمجلة فرنسية أعدت تحقيقا حول العمال المغاربة، وخلصت إلى أنهم يسكنون في ظروف صعبة، ويشعلون النار ليلا للتدفئة بحرق بقايا البيوت البلاستيكية المغطاة التي تحفظ نباتات التوت في عز الشتاء. ويعاني المغاربة الذين ينتقلون إلى إسبانيا من أجل العمل الموسمي من الإطار القانوني الذي لا يوفر حماية كافية لعمال الزراعة الموسميين في إقليم الأندلس، ويحرمون من أجرة الكثير من الأيام التي يشتغلونها، وتستدعي الزراعة المكثفة للفراولة في إسبانيا الموجهة إلى التصدير بصفة مبكرة إلى الأسواق الأوربية جلب عدد كبير من اليد العاملة المؤقتة لبضعة أشهر.