قالت هاجر الكورجى عاملة سابقة بمعمل لإنتاج الفراولة "توت الأرض" بنواحي مولاي بوسلهام، إن الفتيات والنساء عموما يعانين أشكالا من العبودية في تلك المعامل،وأشارت إلى أن صاحب المعمل إسباني لكن يسيره مغربي من مدينة فاس، و كلاهما لا يكثرتا لمعاناة الفتيات اللواتي يشتغلن في ظروف مزرية،و يعملن أكثر من إثني عشر ساعة يوميا. ونبّهت إلى أن المعمل يوظف حوالي 3000 عاملة ،الكثير منهن من القاصرات اللواتي لا يتجاوز سنهن 15 عاما بالاضافة إلى العجائز، وتحدثت هاجر لطنجة 24 ،كيف يتم إجبار الفتيات على الاختباء في صناديق كارتونية كبيرة أثناء حضور لجان التفتيش،أو يتم تكديسهن في حقول البرتقال ويطالبهن رب العمل بالاختباء جيدا وراء الأشجار إلى أن تمر لجان المراقبة والتفتيش، وتأسفت هاجر كيف أنه بالإضافة إلى سوء المعاملة والحرمان من بطائق الضمان الاجتماعي والعطل الرسمية وغيرها، فإن الفتيات العاملات لا يسلمن من التحرشات الجنسية من طرف رب العمل وبعض أعوانه،وقالت إن الكثيرات تعرضن للطرد بسبب رفضهن تلبية الرغبات الجنسية لهؤلاء. وخصصت هاجر حيزا للحديث عن تفاصيل الروتين اليومي قبل وصولهن لمقر العمل قائلة:"نلتحق بالمعمل على الساعة السابعة صباحا بعد أن نكون قد إستيقظنا على الساعة السادسة،يتم نقلنا في شاحنات تفتقر لأبسط الشروط الآدمية،وكل ذلك تحت أنظار شرطة المرور.ومن يتناول فطوره في المنزل فقد فاز، أما اللواتي لم يفعلن ذلك فليس لهن الحق في ذلك إلى أن تأتي فترة وجبة الغذاء التي لا توجد ساعة محددة لها . وأضافت هاجر:" نشتغل بسبعة دراهم للساعة،وبدون وثائق، فقط بالاسم والكنية وببصمة الأصبع" وأشارت إلى أنهن يشتغلن ما بين 14 و 16 ساعة يوميا، و ستة أشهر في السنة فقط. وأكدت أنها طوال سنوات إشتغالها الثلاث في المعمل، لم ترى لجنة تفتيش واحدة. معاناة عاملات الفراولة لم يقتصر على الداخل بل تم تصديرة إلى الضفة الشمالية بمباركة الجميع،وسبق أن تقدمت ثمان عاملات زراعيات مغربيات في حقول الفراولة، بمنطقة ويلبا، في إقليم الأندلس،بشكايتين أمام السلطات الإسبانية، ضد خمسة من أرباب العمل بتهم الاغتصاب، حسب ما جاء في تقرير نشرته يومية "إلباييس" الإسبانية في وقت سابق، تحت عنوان "ضحايا الذهب الأحمر". وكان تقرير للفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان التي تتخذ من باريس مقرا لها، قد ندّد بظروف العاملات المغربيات الموسميات اللواتي يشتغلن مؤقتا في إسبانيا،و لاحظت الفيدرالية أيضا أن عددا من هؤلاء النسوة لا يتم منحهن نسخا من عقد الشغل، ويتعرضن لمصادرة جوازات سفرهن من قبل رب العمل بحجة تفادي ضياعها، واصفة ذلك بأنه "تقييد لحرية التنقل". يشار إلى أن المغرب يعتبر ثالث منتج للفراولة –توت الأرض- في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكيةوإسبانيا، معظمه ينتج في سهل "اللّوكوس" بالعرائش حيث توجد التربة الرملية والكثير من المياه،وتشير التوقعات إلى أن محصول الفراولة قد يصل إلى أكثر من 220 ألف طن هذا العام. ويعمل في زراعتها بالمغرب 30 ألف عامل معظمهم نساء فقيرات يعملن في جمع المحصول. ويتم تصدير معظم الإنتاج إلى إسبانيا وفرنسا ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وستعرف زراعة الفراولة، التي تشتهر بها منطقة العرائش، ارتفاعا في الانتاج الموجه نحو التصدير في أفق سنة 2020. حسب المخطط الفلاحي الجهوي لجهة طنجة-تطوان،والذي يهدف إلى الرفع من حجم إنتاج القطاعات الفلاحية المحلية. وتشهد منطقة مولاي بوسلهام القريبة من العرائش، تنظيم مهرجان سنوي للفراولة دون أن يكون في علم الكثيرين أن قطعة الفراولة تلك مغموسة في عرق عاملات تمتهن كرامتهن ويتعرضن للتحرش والإغتصاب، وغير معترف بهنّ في محاضر الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، ويجبرن على إلتزام الصمت الأبدي،أو حرمانهن من دراهم معدودة.