يوم اثنين أسود عاشته مدينة ابن سليمان بعد أن لقي 11 طفلا، ينتمون إلى جمعية رياضية للتايكواندو، مصرعهم غرقا في أحد شواطئ الصخيرات عند مصب وادي الشراط. الضحايا، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 سنة، كانوا في نزهة جماعية بالشاطئ احتفالا بتتويج جمعية «النور» للتايكواندو ببطولة المغرب، ابتلعتهم أمواج البحر في منطقة غير محروسة ورمت بجثثهم بعد ساعات، وسط نحيب وعويل الآباء والأقارب، وصمت السلطات التي اكتفت، مرة أخرى، بمحاولات لملمة الوضع وتطييب الخواطر. أرواح بريئة أخرى أزهقت بسبب الإهمال والتسيب، وانضافت إلى قوافل من المغاربة الذين يموتون في غياب أي مساءلة. ونحن متيقنون من أن لا أحد سيحاسب، كما هو الحال في حوادث كثيرة راح ضحيتها العشرات مثل ما وقع في طانطان وكلميم وبوركون وغيرها. منذ أسابيع والحكومة منشغلة بنقاش حرية الإبداع والفن في بلد مازالت معظم شواطئه الخطيرة لا تحمل لافتة «ممنوع السباحة». إنه إجراء بسيط كان يمكن أن ينقذ حياة 11 طفلا ماتوا هدرا، لكن كل المسؤولين يأبون إلا أن يرفعوا شعار اللامبالاة وهم يتعاملون مع أبسط شروط السلامة بعدم اكتراث. مرة أخرى، أكفان وقبور ومآتم، ثم تجمع الأشلاء وتوارى الجثامين الثرى وتشكل لجنة ويفتح تحقيق وتسجل القضية ضد مجهول وتطوى صفحة الفاجعة، ويظل المغاربة يبحثون عن عزاء، ولسان حال مسؤولينا يقول: «كل فاجعة وأنتم بخير».