استنفرت وزارة الصحة وصندوق الأممالمتحدة للسكان عموم القابلات المشتغلات في الوسطين الحضري والقروي لمواجهة وفيات الأمهات الحوامل، حيث كشفت رئيسة الجمعية الوطنية للقابلات أن المغرب يعرف يوميا تسجيل ألف و775 حالة ولادة يوميا، 266 حالة منها تستوجب تدخلا عاجلا، فيما تكون الوفاة مصير حالتين. ومن جهته أوضح خالد لحلو، مدير مديرية السكان بوزارة الصحة، في افتتاح أشغال المنتدى الأول للقابلات، أول أمس الخميس في الرباط، أن 90 في المائة من وفيات الأمهات ناتجة عن النزيف والتعفنات. بيد أن معدل هذه الوفيات يبقى مرتفعا مرتين في العالم القروي، فمن بين 100 ألف امرأة تلد في العالم القروي تفارق 148 منهن الحياة مقابل 73 في الوسط الحضري. وأشار إلى أن معدل الوفيات في صفوف حديثي الولادة يصل إلى 19 في كل 1000 ولادة حية، وهو ما يشكل حوالي 62 في المائة من وفيات الأطفال والرضع، والتي تعود في غالب الأحيان إلى الولادة قبل الأوان ونقص الوزن والاختناقات والتعفنات المختلفة. وأشار لحلو إلى أن عدد القابلات في المغرب بلغ إلى حدود سنة 2013 ما مجموعه 2648 قابلة، وهو ما يمثل 4 قابلات لكل ألف ولادة. وأوضح في هذا السياق أن القابلات يشكلن 17.4 في المائة من مهنيي الصحة المتدخلين في تقديم الرعاية للأمهات والأطفال حديثي الولادة في القطاع العام. وأضاف المسؤول الصحي أن البحث، الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط، أظهر أن معدل وفيات الأمهات انخفض بنسبة 66 في المائة خلال عشرين سنة، حيث انتقل معدل وفيات الأمهات من 332 حالة وفاة في كل 100 ألف ولادة حية في سنة 1992 إلى 112 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة. وأبرز أنه من أجل تقليص وفيات الأمهات وحديثي الولادة، التزمت الاستراتيجية القطاعية للصحة 2012-2016 بخفض وفيات الأمهات إلى 50 حالة وفاة لكل 100 ألف ولادة حية، وخفض وفيات حديثي الولادة إلى 12 حالة وفاة لكل 1000 ولادة حية. وحسب بلاغ لصندوق الأممالمتحدة للسكان، فإن المغرب تمكن من تخفيض معدل وفيات الأمهات بنسبة 66 في المائة بين 2003 و2010، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتحقيق الهدف الإنمائي للألفية (75 في المائة في سنة 2015)، حيث يتمثل التحدي الأكبر في العالم القروي، الذي يمكن للقابلات أن تلعب فيه دورا رئيسيا.