سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القابلات المغربيات والهولنديات ينخرطن في مشروع توأمة للنهوض المهنة سفير هولندا: نموذج للتعاون بين البلدين والجمعيتين وسنستفيد من تجارب المغرب
مسؤولة أممية: المغرب حقق تقدما ملموسا في تخفيض وفيات الأمهات والأطفال
جاء هذا اللقاء في إطار مشروع التوأمة بين القابلات المغربيات ونظيراتهن الهولنديات للدفع بتحسين ممارسة مهنة القابلة، وتعزيز تمكين القابلات وروحهن الخلاقة. وثمن رون ستريكر، سفير هولندا بالمغرب مشروع التوأمة، موضحا أنه يهدف إلى تعزيز التعاون بين القابلات المغربيات والهولنديات، من أجل البحث عن السبل الكفيلة للنهوض بقطاع القابلات لتحسين صحة النساء، معتبرا أن هذا المشروع إشارة قوية على تقدير هذه المهنة بالمغرب وهولندا. وأضاف السفير، في تصريح ل"المغربية" على هامش هذه الندوة، أن المشروع نموذج للتعاون بين البلدين وبين الجمعيتين، معربا عن سعادته بتنظيم الندوة بمقر السفارة الهولندية، ومتمنيا أن يستمر هذا التعاون في المستقبل، من خلال تنظيم أنشطة مكثفة بالمغرب وبهولندا، لتبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين في هذا المجال، وقال "بإمكاننا أيضا أن نستفيد من تجارب المغرب". وأشار السفير إلى أن المغرب وهولندا تربطهما علاقات تعاون متميزة في مجالات أخرى متعددة، اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية. وفي مداخلة لها، قالت ميكو يابوتا، ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان، إن "الصندوق واع بأن الاستثمار في القابلات أساسي لجعل الحمل والولادة أكيدين لكل امرأة ولكل طفل، ولضمان حقوقهما في تلقي أحسن العلاجات الممكنة"، مضيفة أن الصندوق واع بأن دور القابلات يمكن أن يذهب إلى حد مواكبة وتتبع المرأة الحامل، خلال فترة حملها إلى أن تضع طفلها، من أجل المساعدة على تحقيق الوصول الشامل للصحة الجنسية والإنجابية، بما في ذلك الشباب. وأفادت يابوتا أن المغرب شهد تقدما مهما في تكوين وتقنين ممارسة مهنة القابلة، وأنه يمكن للبلد أن يستفيد من هذا التقدم، من خلال مزيد من الاستثمار في تعليم جيد، وتقنيات مبتكرة، ومحيط يمكّن من تنسيق الدور الحيوي للجماعات المحلية والمجتمع المدني، خاصة في الوسط القروي. واعتبرت يابوتا أن مشروع التوأمة بين القابلات المغربيات والهولنديات يشكل "إضافة نوعية" لهذا التقدم، لتعزيز إمكانيات تحسين ممارسة القبالة بالمغرب، باعتبارها مهنة تساعد كل يوم على إنقاذ حياة الكثيرين. وأشارت إلى أن المغرب حقق تقدما ملموسا على مستوى تخفيض معدل وفيات الأمهات والأطفال، إذ تراجع معدل وفيات الأمهات بنسبة 67 في المائة والأطفال أقل من 5 سنوات بنسبة 60 في المائة منذ سنة 1990. ومع ذلك، تضيف يابوتا، بلغ معدل وفيات الأمهات 112 في كل 100 ألف ولادة حية، ما يتطلب بذل المزيد من الجهود، من أجل بلوغ الهدف الخامس من أهداف الألفية الإنمائية، وهو 83 وفاة في كل 100 ألف ولادة حية في أفق 2015، وبلوغ الهدف الوطني المحدد في 50 وفاة في كل 100 ألف ولادة حية في أفق 2016. وترى يابوتا أنه، رغم تراجع معدل وفيات الأمهات والأطفال على المستوى الوطني، إلا أنه مازالت هناك "فوارق كبيرة بين الوسطين القروي والحضري"، وأن ثلثي الوفيات تقع بالوسط القروي، لأن أزيد من ثلث النساء لا يستشرن الطبيب، وحوالي النصف يستمررن في الولادة بالمنزل. وفي عرض قدمته حنان مصباح، عضو بالجمعية المغربية للقابلات، أفادت أن حاملين تموتان كل يوم، فيما تتطلب 266 حالة التدخل للتوليد في الحالات الطارئة، مشيرة إلى أن المغرب يعترف بالدور الحاسم للصحة الإنجابية في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للسكان، لا سيما من خلال الحد من وفيات الأمهات وحديثي الولادة، فضلا عن إطلاق المخطط الوطني 2012-2016 للحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة، والبرامج والاستراتيجيات الموجهة للأم والطفل. في السياق ذاته، يرى صندوق الأممالمتحدة للسكان أن الاستثمار في قطاع القابلات يمكن أن يساعد على إنقاذ حياة حوالي 290 ألف امرأة عند الولادة، وحوالي 3 ملايين مولود جديد سنويا عبر العالم، وبالتالي، المساهمة في تحقيق أهداف التنمية للألفية، وعلى رأسها هدف الحد من وفيات الرضع، وتحسين الصحة الإنجابية.