حمل التقرير الجديد لمنظمة الأغذية والزراعة «فاو» حول الجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا أنباء غير سارة للمغرب، حيث كشف أن أكثر من مليوني مغربي يعيشون تحت عتبة الفقر. هذا الرقم، الذي يمثل تقريبا 14.4 في المائة من سكان القرى الذين يعيشون بحوالي 12 درهما في اليوم، صادم للغاية ويستوجب من حكومة عبد الإله بنكيران البحث عن حلول عملية لهذه الفئة من المواطنين المغاربة بعيدا عن التوازنات الماكرو-اقتصادية التي تستحوذ على تفكير رئيس الحكومة. قبل سنوات، كان من الممكن تقبل مثل هذه المعطيات؛ أما اليوم، فالأمر مختلف جدا، إذ لا يمكن القبول بأن بعض المغاربة لا يجدون قوت يومهم، في الوقت الذي ينفق فيه البعض الآخر آلاف الدراهم يوميا لمتابعة حفلات ومهرجانات خادشة للحياء العام، وفي الوقت الذي يسطو فيه مسؤولون وضع فيهم الشعب ثقته على الملايير دون أن تتم محاسبتهم. لقد آن الأوان لكي يأخذ كل واحد حقه، وطالما أن هذه الفئة المعوزة، التي تصطلي بلظى الفقر في الجبال والقرى النائية، لا تملك القدرة على الدفاع عن حقوقها، فإن الحكومة تبقى المسؤول رقم واحد عن ذلك، وهي التي تحمل في عاتقها أمانة الدفاع عنها، بعيدا عن المتاجرة في وضعيتها ومشاكلها التي يستغلها البعض كورقة انتخابية ليس إلا.