تنطلق في الشهر المقبل باقة «بيس.تي.في» التي تضم 16 قناة فرنسية، وتتيح للمشاهدين المغاربة متابعة برامج العديد من القنوات باقتناء بطاقة رقمية ب499 درهما للسنة. و أفاد رفيق عمارة المدير العام ل«ميدي نيتوورك تي في» وجون ميشيل فافا، الرئيس المدير العام لABSAT، في حوار مع «المساء» عن إطلاق تسويق الباقة التلفزية الفرنكوفونية الجديدة في المغرب في دجنبر القادم، بعد أن حصلت الشركتان من الهاكا على ترخيص تسويق الخدمات التلفزية المضمنة في الباقة «بيس تي.في» على التراب الوطني. - كيف حصلتم على ترخيص الهاكا لتسويق باقة «بيس تي في» في المغرب؟ عمارة: قدمنا ترشيحنا إلى الهاكا بالطريقة القانونية التي تعتمدها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وتتولى «ميدي نيتوورك تي في» تدبير نظام الاشتراكات في شمال افريقيا، وتشرف مجموعة ABSAT مضمون الباقة وتشرف على نظام الملكية الفكرية وحقوق التوزيع. وجدت الهاكا أننا نستجيب للشروط والمعايير وهو ما سمح لنا بالحصول على الترخيص فافا: تتأكد الهاكا أن القنوات تتوفر على حقوق بث لها في المغرب، ومجموعة ابي اشترت الحقوق الخاصة للقنوات الفرنسية في منطقة المغرب العربي لكي تتمكن من بثها دون أي مشاكل في المغرب - وما هي التدابير المتخذة أثناء بث لقطات تمس بالأخلاق العامة؟ عمارة: يتوقف الأمر مبدئيا على القناة وعلى البرنامج الذي يختار المشاهد متابعته. اتفقنا مع الهاكا على ألا تتضمن البرامج المعروضة في الباقة على العنف أوالدعوة إلى الحرب أو مهاجمة الأديان أو اللقطات المنافية للأخلاق. لقد اخترنا بث قنوات لا تحتوي على أي محاذير أخلاقية، بل تناسب الجمهور المغربي بكافة فئاته. باقة «بيس تي في» توفر في مجملها خدمة الترفيه للمشاهدين، ولا تبث بعض البرامج والأفلام التي يشاهدها الجمهور في أوروبا للفئات العمرية أقل من 18 سنة وأقل من 16 سنة في المغرب وذلك بفضل برنامج معلوماتي متطور يلغي كل هذه البرامج أثناء عرضها بتطبيق الرقابة الذاتية. فافا: لا يتعلق الأمر بمسألة تفضيلية، فهيئة الاتصال السمعي البصري في فرنسا وضعت ضوابط خاصة بالمشاهد التي لا يجب أن يشاهدها الأطفال أقل من عشر سنوات وأقل من 16 سنة وأقل من 18 سنة، لذا لن يتمكن المشاهد المغربي من مشاهدة هذا النوع من المشاهد مراعاة له. ثلاث قنوات فقط هي التي قد تعرض مشاهد للعنف، لذا ننوي مستقبلا أن نعوض هذه البرامج بأخرى تراعي أذواق كل العائلات المغربية. - ألن تؤثر هذه الرقابة على نسب الاشتراك في الباقة التلفزيونية؟ عمارة: لا نستطيع تغيير الإطار الأخلاقي الذي يحكم المشهد السمعي البصري في المغرب وهذا لا يدخل ضمن أولوياتنا أصلا، فنحن نقدم عرضا قانونيا وافقت عليه الهاكا. نسعى إلى إطلاق حملة توزيع بطاقات الشباب الخاصة بالباقة التلفزيونية على تلاميذ الثانويات في عدد من المدن المغربية بأثمان مشجعة للغاية. فافا: نحن نهتم أيضا بدعم الفرنكوفونية ونشرها في المغرب وهو ما يعززه التلفزيون باعتباره دعامة تواصلية أساسية لتعلم اللغات، لذا نحرص أن تشاهد الأجيال الشابة البرامج باللغة الفرنسية لكي تحرص على تعلمها وإتقان الحديث بها فيما بعد. - كيف ترون آفاق هذا المشروع الاستثماري في المغرب؟ فافا: استثمرت مجموعة ABSAT في السواتل الفضائية والمعدات التقنية المختلفة والتي سيستفيد منها المغرب إلى جانب دول أخرى، بينما استثمرت شركة المتوسط للتوزيع في نقط التوزيع والبنيات التحتية. نتمنى أن نجني ثمار هذه الاستثمارات بعد سنتين أو ثلاث سنوات، أو ربما قبل ذلك. - لم تحقق باقة «كنال بلوس» النجاح الذي كانت تتوقعه داخل السوق المغربية، ألا تخشون مواجهة نفس السيناريو؟ عمارة: لا يمكنني أن أعترف بأن «كنال بلوس» لم تحقق النجاح المتوقع في المغرب. تقنين المشهد السمعي البصري في المغرب مسألة ضرورية ولا يسمح بترك المجال لبث قنوات تعرض الجنس والعنف ولن ننجر أبدا إلى مثل هذه الأمور التي تزدهر في السوق السوداء. تقدم «بيس.تي.في» ضمانات للمشاهدين والمشتركين وتحترم تعهداتها التشريعات المغربية الخاصة بالبث. وحدها القرصنة قد تقف عائقا أمامنا لتحقيق النجاح وهي التي عقدت من أوضاع باقات تلفزيونية أخرى في المغرب، لكن هذا لن يثنينا عن العمل في جو تكافؤ الفرص الذي نؤمن به وهي في الحقيقة مخاطرة نتحمل مسؤولياتها. - ألا تخشون إذن من المنافسة؟ عمارة: لا نبحث عن السيطرة على السوق بل نسعى إلى الاستثمار النوعي تراعي خصوصيات الأسرة المغربية، والباقة لحد الآن لا تقدم عروضا رياضية، لذا بإمكان عشاق المباريات الرياضية مشاهدتها في الباقات التلفزيونية المتوفرة في السوق المغربية. لا يربح أي طرف في معادلة القرصنة وهذا هو الخطر الوحيد الذي نخشاه. فافا: سيتعود المشاهد المغربي على باقة «بيس.تي.في» قريبا، ولا نسعى إلى استقطاب آلاف المشتركين في فترة زمنية وجيزة، واستراتيجيتنا مبنية على المدى الطويل. - ما هي القيمة المضافة التي تحملها باقة «بيس تي في» للمشهد الإعلامي المغربي؟ عمارة: إذا قمنا بتحليل المشهد التلفزيوني في المغرب سنجد أنه يضم قنوات ومحطات وطنية تابعة للقطاع العمومي وسوق القرصنة المعتمدة على تقنيات sharing و ADSL والبطاقات الرقمية التي يتم تسويقها دون أي مراقبة. ويخطئ البعض إذا اعتقد أن القرصنة لا تكلف أي مصاريف، بل على العكس إنها من الجانب التقني مكلفة للغاية: شحن البطاقات، تغيير الرموز، اقتناء معدات جديدة.. تقدم «بيس.تي.في» باقة متنوعة من القنوات بتسعيرة اشتراك مخفضة تبلغ 499 درهما في السنة، مع تقديم ضمانات للمشاهد أنه سيتابع كل القنوات التي تعرضها المجموعة طيلة أيام السنة، عكس ما هو عليه الحال في المحطات المقرصنة التي لا تدفع الضرائب ولا تملك أي حقوق للملكية ولا تتوفر على تراخيص الهاكا. ندرس مستقبلا إضافة قنوات عربية وأنجلوفونية إلى الباقة وبرامج رياضية، إضافة إلى إمكانية التعاون مع المنتجين المغاربة أصحاب أعمال وثائقية باللغة الفرنسية أنجزوها في المغرب، إذ سنعمل على شرائها منهم وبثها. فافا: عندما تم الإعلان عن توقيف خدمات «تي.بي.إس» قمنا بالإعلان عن قدوم الباقة الجديدة. لا يجب أن ننسى أن القرصنة منتشرة في فرنسا بقوة أيضا، لهذا قررنا طرح مجموعتنا التلفزيونية بوضع سعر يلغي تأثير القرصنة بشكل نهائي. لا يتعلق الأمر بعرض إشهاري سيمتد لأشهر وسترتفع معه الأسعار أربعة أضعاف فيما بعد، بل السعر الذي حددناه يسري مفعوله طيلة السنة، والقنوات التي سيتابعها المشاهدون المغاربة حققت نجاحا في دول العالم.