نجح فريق الجيش الملكي في الحفاظ على لقب كأس العرش داخل خزانته، بفضل تتويجه للموسم الثالث على التوالي، وذلك خلال المباراة التي جمعته بفريق الفتح الرياضي على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بفضل الضربات الترجيحية 5 مقابل 4، علما أن الوقت الأصلي انتهى بالتعادل الإيجابي هدف لمثله. ورغم تزامن المباراة مع المباراة الفاصلة التي جمعت منتخبي الجزائر ومصر برسم التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال جنوب إفريقيا وبطولة أمم إفريقيا في أنغولا فإن جماهير الجيش الملكي لبت النداء، وحضرت بأعداد غفيرة أضفت على النهائي الذي ترأسه الأمير مولاي رشيد رونقا خاصا، علما أن جماهير الفتح لم تحضر بالأعداد المطلوبة رغم أن ولوج الملعب كان بالمجان. وحسب الأخبار القادمة من محيط فريق الجيش الملكي فإن إدارة الفريق ستمنح كل لاعب مبلغ سبعة ملايين سنتيم نظير الفوز بهذه الكأس، إضافة إلى منح أخرى جرت العادة على صرفها للاعبين في حالة فوزهم بكأس العرش، التي تحظى بعناية خاصة لدى كل مكونات الفريق. ونجحت الإجراءات الأمنية المشددة والتدابير المحكمة في مرور المباراة في أجواء سليمة، رغم تسجيل حالات تكسير زجاج بعض الحافلات، ما سيجعل الجامعة في حرج كبير، خصوصا أنها تعتبر المخاطب الأول أمام سلطات المدينة، في ظل المتغيرات التي يعرفها ملف النقل العمومي في المدينة خلال الفترة الأخيرة. من جهتها استغلت الجماهير الحاضرة حضور رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتبليغه قلقها وشجبها للمستوى الهزيل الذي ظهر عليه المنتخب المغربي في الآونة الأخيرة، وهو أمر أجمع عليه كل الحاضرين بمن فيهم ضيوف الشرف الذين حضروا المباراة. لكن أهم لحظة ميزت مباراة النهاية هي لحظة حمل التيفو الضخم الذي رفعته «إيلترا عسكري» والذي ركز فقط على إبراز أهم معاني ألوان الجيش الملكي، (الأسود، الأحمر، والأخضر) مع تضمينه عبارة باللغة الإنجليزية مفادها: «أحب العاصمة». وبالعودة إلى مجريات المباراة فقد عرفت شوطين متباينين، الأول سيطر فيه الفريق العسكري على الكرة وخلق عددا كبيرا من فرص التسجيل، فيما عرف الشوط الثاني أفضلية للفتح الرياضي، حيث تعددت المحاولات الجادة للتهديف بعدما أبدى كل فريق رغبته في مباغثة منافسه لتأتي الدقيقة 50 ومعها أول أهداف اللقاء بواسطة الكاميروني منشاري، الذي استغل مرتدا سريعا وراوغ المدافع يوسف البصري وسدد من خارج مربع العمليات كرة قوية ومركزة، استقرت في الجهة اليمنى من مرمى الحارس خالد العسكري. وأربك الهدف لاعبي الجيش الملكي، لكنه منح بالمقابل لاعبي الفتح ثقة أكبر، حيث كانوا قاب قوسين أو أدنى من تسجيل هدف التأكيد في مناسبات عديدة. لكن التغييرات الهجومية التي أجراها المدرب والتر ماوس منحت الجيش قوة هجومية أكبر، حيث أخذ الفريق العسكري بزمام المبادرة ومارس ضغطا مكثفا على معترك فريق الفتح في بحث جاد عن هدف التعادل وهو ما كاد يتحقق لهم في الدقيقة 58 بعد تسرب المدافع عتيق شهاب وتمريره كرة خادعة مرت أمام غابة من الأرجل ليبعدها أحد المدافعين إلى الركنية. ودخل اللقاء في أخذ ورد، وتبادل الفريقان الهجمات مع اندفاع كبير للاعبي الفريق العسكري، الذين احتكروا الكرة وعملوا على إيصالها في أقرب وقت إلى مربع عمليات الفريق المنافس في الوقت الذي ركز فيه هذا الأخير على المرتدات السريعة والقذف من بعيد خاصة عن طريق ضربات الأخطاء المباشرة. وفي الوقت الذي بدأ فيه جمهور فريق اتحاد الفتح الرياضي احتفالاته بالتتويج أبى القناص وادوش، الذي كان قد وقع هدف الفوز في نهاية السنة الماضية دقيقتين قبل انتهاء الوقت القانوني، إلا أن يعيد الأمور إلى نصابها بتوقيعه هدفا رائعا بتسديدة مركزة استقرت في الزاوية 90 لمرمى الحارس فوهامي أمام فرحة عارمة لأكثر من 30 ألف مناصر للجيش الملكي. لكن فريق الفتح أضاع في الثواني الأخيرة هدفا محققا كاد يهدي أصدقاء خالد فوهامي كأسا ضاع من بين أيديهم بطريقة لا تصدق. الشوطان الإضافيان لم يفرزا أي جديد يذكر حيث اضطر الطرفان إلى دخول فترة الضربات الترجيحية التي منحت الجيش اللقب بعد نجاح جميع لاعبي الفريقين في التسجيل باستثناء مهاجم الفتح جمال التريكي.