لعب سكان حي المصلى الشعبي بطنجة، دور رجال الوقاية المدنية، ليلة السبت -الأحد، بعد أن شبت النيران في منزل وحاصرت ألسنتها ثلاث نسوة، في الوقت الذي تأخر فيه الإطفائيون رغم تكرار الاتصال بهم. وكانت النيران قد شبت في الطابق الثاني للمنزل جراء تماس كهربائي، لتحاصر النساء داخله، بعد أن أحاطت بهن ألسنة اللهب والدخان، حيث امتدت النيران بسرعة إلى أجزاء واسعة من المنزل، ولم تجد المحاصرات وسيلة للنجاة غير رفع أصواتهن بنداءات الاستغاثة. ونظرا لأن الحريق كان في الطابق الثاني، فإن محاولات السكان إخماده باءت بالفشل، ليعمدوا إلى الاستعانة بسلم للوصول إلى الضحايا، مستخدمين مطارق وأدوات حفر تقليدية لإحداث منفذ لهن، في حين أن عناصر الوقاية المدنية تأخروا نحو ساعة من الزمن. وبعد نداءات متكررة حضر الإطفائيون إلى عين المكان، وتمكنوا، رغم الارتباك الشديد في عملهم، حسب تصريحات شهود عيان، من التغلب على ألسنة النار، فيما تم إنقاذ النساء الثلاث، اللواتي أصبن بحالات اختناق، وتم نقلهن على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس. وأوضحت المعاينة الأولية لمكان الحريق، الذي تسبب في أضرار مادية جسيمة بالمنزل، ودفع الجيران إلى الخروج من مساكنهم خوفا من انتقال النار إليهم، أنه نتج عن تماس كهربائي سببه شاحن هاتف من النوع الرديء. وقد أعاد هذا الحريق إلى الواجهة مشكلة تأخر عناصر الوقاية المدنية عن الوصول إلى أماكن الحريق بطنجة، خاصة عجزها عن الانسلال إلى الدروب القديمة، بالإضافة إلى النقص الملحوظ في الإمكانيات البشرية والمعدات.