قضت امرأة نحبها في حريق شب، الاثنين الماضي، في المدينة القديمة بطنجة، فيما شب حريق ثان صبيحة اليوم الموالي في مسكن يقع في المنطقة ذاتها، وهو الحريق الذي أشارت المعطيات الأولية إلى أنه شب بفعل فاعل. وكان حريق مساء الاثنين قد شب في منزل قديم يقع في حي بن يدر بالمدينة القديمة، حيث انتشر بسرعة في جنبات المنزل، مما أدى إلى محاصرة سيدة لم تتمكن من النجاة بنفسها، وقضت اختناقا قبل أن يتم إخماد النيران. وانتقل الحريق بسرعة إلى المنازل المجاورة، بسبب طبيعة الحي ذي المساكن المتلاصقة والدروب الضيقة، واضطر السكان إلى إخماد الحريق بمجهوداتهم الذاتية، مستعينين بوسائل وصفت ب«البدائية»، فيما فشلت عناصر الوقاية المدنية في الوصول بمعداتها إلى مكان الحادث بسبب ضيق الأحياء. وقد خلف الحريق خسائر مادية مهمة لعدة منازل، كما أثار الذعر في نفوس السكان، الذين عاينوا انتقال الحريق إلى منازل أخرى دون أن يستطيعوا فعل شيء لمنعه. وتسبب الحريق أيضا في انهيار جزء من المنزل المتقادم، مما بث الذعر في نفوس السكان المجاورين، الذين فضل بعضهم عدم المبيت في مساكنهم، مخافة أن يتكرر السيناريو نفسه معهم، علما أن المنازل المتضررة قديمة وأغلبها مهدد بالانهيار. وليست هذه المرة الأولى التي تندلع فيها النيران في المدينة القديمة بطنجة، وتشير المعطيات إلى أن السبب قد يعود هذه المرة إلى تماس كهربائي. كما أنها ليست المرة الأولى التي تعجز فيها مصالح الوقاية المدنية عن الوصول إلى المنازل المتضررة، متعللة بضيق الأزقة. وكانت المدينة القديمة لطنجة على موعد مع حريق آخر صباح أمس الثلاثاء، عندما عمد شخص مريض نفسيا إلى إضرام النار في المنزل الذي يقطن فيه رفقة والدته، والواقع بحي جنان قبطان الشعبي، وحسب شهود عيان، فإن هذه الأخيرة تعرضت للاعتداء بسلاح أبيض من طرف ابنها قبل أن يعمد إلى إحراق المنزل. ومرة أخرى، يتكرر سيناريو تأخر عناصر الإطفاء في الوصول إلى الحي، بسبب تموقعه وسط الأحياء الضيقة، مما جعل السكان يلجؤون إلى إطفاء الحريق باستعمال خراطيم المياه والأواني المنزلية، حسب شهود عيان.