فارق طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات، أول أمس الثلاثاء، الحياة بقسم العناية المركزة بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، متأثرا بمضاعفات سم عقرب كانت قد لسعته، يوم الاثنين الماضي، بمنزل عائلته الكائن بدوار لمدادحة جماعة أولاد افريحة قيادة بني مسكين الغربية بإقليم سطات. ووفق مصادر مطلعة، فإن الطفل الضحية كان قد تعرض إلى لسعة العقرب بمسقط رأسه بدوار المدادحة، ليتم نقله على وجه السرعة من طرف أحد أفراد عائلته في وضع صحي حرج إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات، ونظرا لخطورة حالته الصحية، قرر الطبيب المداوم إحالة الطفل المصاب على قسم العناية المركزة بالمؤسسة الاستشفائية نفسها، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في اليوم الموالي، ليتم نقل جثته عبر سيارة إسعاف تابعة إلى إحدى الجماعات القروية بالمنطقة ليوارى الثرى بمسقط رأسه. وفي السياق نفسه، نقلت طفلة في ربيعها الثالث، يوم الثلاثاء الماضي، إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات لتلقي الإسعافات الضرورية، بعد تعرضها للسعة عقرب بدوار البيايضة، التابع إداريا لجماعة بني خلوك قيادة بني مسكين الغربية، حيث قرر الطاقم الطبي المداوم إحالتها على قسم العناية المركزة، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة في اليوم الموالي متأثرة بمضاعفات لسعة العقرب. ودق متتبعو الشأن المحلي بسطات ناقوس الخطر بسبب تهديد السموم لحياة الناس محذرين من تفاقم الإصابات مع اقتراب فصل الصيف، متسائلين في الآن نفسه عن الاستراتيجية التي أعدتها الوزارة الوصية عن قطاع الصحة من أجل الحد من الوفيات بسبب لسعات العقارب ولدغات الأفاعي بالجماعات القروية التابعة للإقليم، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة، موضحين أن السيناريو يتكرر سنويا دون تفعيل الإجراءات الوقائية في هذا الباب لإنقاذ الأرواح، خاصة الأطفال الأبرياء، مشيرين إلى بعض العوامل التي تساهم في ارتفاع عدد الضحايا كبعد الجماعات عن المستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات بما يزيد عن 80 كيلومترا كجماعة القراقرة وأولاد بوعلي وسيدي أحمد الخدير وعين بلال وأولاد افريحة والبروج، زيادة على غياب سيارات الإسعاف في بعض الأحيان، وغياب الإسعافات الأولية بعين المكان، مما يلجأ معه السكان إلى الاستنجاد بالطرق التقليدية « كالتشراط». وطالب متتبعو الشأن المحلي بتوفير الإسعافات الأولية بالمناطق المهددة بالسموم والبعيدة عن سطات المركز، وتشديد المراقبة على المداومة بالمراكز الصحية، وتزويدها بالوسائل اللوجيستيكية المناسبة كسيارات الإسعاف المجهزة بالأوكسجين والعمل على عودة الأمصال وتوفيرها بالمستشفيات.