مع حلول كل صيف يأتي اتسونامي الأفاعي والعقارب، ويزداد قلق المواطنين بإقليم سطات من لدغاتها ولسعاتها التي تشكل خطرا حقيقيا على حياة الأشخاص خصوصا الرضع والأطفال في غياب تفعيل حقيقي للإستراتيجية الوطنية لمحاربة التسممات التي وضعت سنة 2001 ،وعدم تقديم الإسعافات الأولية بمكان وقوع الحادث ونقص الأدوية (اللقاء المضاد للسموم) ناهيك عن بعد المسافة الفاصلة بين المراكز والمستوصفات الصحية القروية والمستشفى الجهوي بالإقليم. فالأرقام الصادمة في عدد الوفيات التي تخلفها سنويا الحشرات السامة ،جعلت المواطنين يدقون ناقوس الخطر ويطرحون العديد من التساؤلات حول إستراتيجية الوزارة المعنية في مكافحة لدغات الأفاعي ولسعات العقارب خصوصا ونحن على أبواب فصل الصيف ،متسائلين ماذا أعدت الوزارة لهذا الغرض ،وهل استحضرت في برنامجها عدد الأطفال الذين تزهق أرواحهم سنويا ؟ وهل جهزت الوزارة الوصية المراكز والمستوصفات المحلية باللقاح المضاد للسموم وسيارات الإسعاف وأطقم طبية مداومة لتكون جاهزة ومستعدة للقيام بالواجب الإنساني، أسئلة ومعها أخرى تقض مضجع مجموعة من الأسر وتعيد الأحزان إلى من اكتوت بفقدان أحد أفرادها نتيجة عدم وجود الإسعافات الضرورية والعناية اللازمة ،وتنتظر جوابا يلمسه المواطنون عند ذهابهم إلى أقرب مركز أو مستوصف صحي محلي لا قدر الله ،وبالتالي تفعيل شعار تقريب الصحة والخدمات الصحية من المواطنين. وحول الجانب التحسيسي أكد لنا العربي مرضي أحد الأطباء العاملين بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بسطات في اتصال هاتفي على أن الحملات التحسيسية التي تتمحور حول فكرة الوقاية خير من العلاج ،تبقى المخرج الوحيد لإنقاذ المواطنين من تلك العقارب والأفاعي حيث ستمكن من تفادي 70% من اللسعات لكونها تكون على مستوى اليدين والرجلين وخلال الليل ،وستكون الجهات المختصة أمام مواجهة 30% فقط من اللسعات التي تتطلب المعالجة ،وهذه النسبة يضيف المتحدث نفسه تنقسم إلى قسمين قسم يبقى مجرد لسعات لا تشكل أي خطر على المصاب وقسم يتحول من لسعات إلى حالات تسمم وهذه الحالات تمثل 10% وتتطلب عند وقوعها دخول قسم العناية المركزة وتكون فقط بالنسبة للمصابين الذين تكون أعمارهم أقل من 15 سنة أو لا تتوفر أجسامهم على المناعة الكافية. وبدورنا نهمس في أدان المسؤولين على الصحة ونقول لهم إن منطقة الشاوية ورديغة عامة تعرف حرارة مفرطة مع حلول الصيف ،إذ تتناسل وتتكاثر فيه العقارب والأفاعي بشكل ملحوظ ومقلق، وبما أننا على مقربة شهر رمضان الأبرك الذي يعرف حركة كبيرة للمصلين الذين يقصدون المساجد ليلا ،نتمنى أن تستحضر الوزارة المعنية عدد الوفيات سنويا الناتجة عن اللسعات وتقوم بدورها في التحسيس والعلاج وتوفير اللقاح المضاد للسموم.