دخلت علاقة محمد بودريقة رئيس الرجاء وأنصار فريق الوداد مرحلة متقدمة من التشنج، دفعت فصيل «الوينرز» المساند للفريق «الأحمر» إلى إصدار بلاغ ناري هاجم فيه بودريقة، معتبرا أن فوز الوداد بلقب البطولة ولد نوعا من الحقد والغيرة لدى رئيس الرجاء، وذهب بلاغ «الوينرز» بعيدا عندما قال: «…. لسنا ملزمين بتقديم شروحات لهذا الشخص، لكننا نتفهم أن من يعيش من 1949 إلى 1995 (46 عاما) بثلاثة ألقاب فقط، ومن لا يتوفر على تاريخ، لايمكنه إلا أن يعيش تعيسا» ! لقد أخطأ بودريقة عندما استفز عن سبق إصرار وترصد جماهير الوداد، وعندما بدأ الحديث عن عدد الألقاب التي فاز بها الفريق «الأحمر»، وأذكى بوعي أو بدون وعي نار الفتنة، فالحسم في هذا الموضوع ليس من اختصاص بودريقة، فهناك مكتب جامعي بإمكانه أن يطرح الموضوع للنقاش، وهناك مؤسسات من المفروض أن تتولى حسم هذا الجدل، لذلك فإن جماهير الوداد كانت على حق عندما طالبت بودريقة بأن يهتم بشؤون فريقه وأن يترك الوداد بعيدا، لذلك يجب الانتباه إلى أن ما يجري هو لعب ب»النار»، وأنه ليس مقبولا إذكاء نار الفتنة بين جماهير الفريقين، مما قد يتسبب في أمور لا تحمد عقباها. على بودريقة أن يراجع حساباته جيدا في هذا الموضوع، وأن يدرك أن تصريحاته المستفزة يمكن أن يكون لها ما بعدها، وأنه قد يجد نفسه في قلب العاصفة، بسبب صراعات سخيفة، تقتل «الروح الرياضية» وتحول مباريات الكرة إلى «معارك» و»حروب». على بودريقة إذن أن يتوقف عن هذه الأمور، فليست هناك مصلحة للكرة المغربية ولا لفريقي الرجاء والوداد في اللجوء إلى الاستفزاز. وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإن اللوم أيضا يجب أن يوجه لفصيل «الوينيرز»، فالقائمون على هذا الفصيل أبانوا عن نضج كبير في الكثير من مراحل هذا الموسم، يكفي أنهم تعاملوا بذكاء مع تصريحات رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وما تلاها من ردود فعل حاولت أن تجر الأمور إلى «مستنقع السياسة»، ويكفي أنهم ساهموا في وضع الوداد على السكة الصحيحة، لكن أن يتحدثوا عن فريق من حجم الرجاء أنه بلا تاريخ، فهذا أمر ليس مقبولا بدوره من فصيل له مكانة كبيرة في قلوب الكثيرين.