تعرف نقط بيع تذاكر الديربي البيضاوي 112 إقبالا ضعيفا مقارنة مع السنوات الماضية، وذلك نظرا للعديد من الأحداث التي ميزت مسيرة الفريقين خلال هذا الموسم، خصوصا أن أنصار الوداد ما زالوا مترددين فيما إذا كانوا سيحضرون أو يقاطعون المباراة التي عادة ما تغري الإهتمام الإعلامي والجماهيري. ويعيش الرأي العام الودادي منذ أسابيع قليلة على طرفي نقيض بين كل أطياف جماهير الفريق سواء المؤيدة لقرار مقاطعة مباريات الوداد بما فيها الديربي أو المعارضة لهذا التوجه. فصيل الوينرز الذي سبق وأن أوضح من خلال بلاغين رسميين يوضح أحدهما الآخر، حيث قرر وضع حد لنشاطه خلال مباريات الوداد التي تبقت خلال هذا الموسم، بينما أكد في بلاغ ثان أنه لا يدعو جماهير النادي إلى مقاطعة المباريات بل الأمر هو أن الحضور لن يكون تحت راية «الوينرز» بل سيكون لتشجيع القلعة الحمراء دون انتماء لأي فصيل. ولعل سبب وفاة «حمزة البقالي» في ظروف غامضة خلال مباراة الوداد أمام الجيش الملكي، والذي ألقى بظلاله على اللقاء الأخير أمام ريال باماكو، حيث لم يؤد ثمن تذكرة الدخول سوى 470 متفرج، وهي النقطة التي اشعلت فتيل الخلاف بين «الوينيرز» ومسؤولي الفريق، باعتبار أن هذا الحدث مر مرور الكرام ولم يعره أي اهتمام من طرف المكتب المسير للنادي. بينما يرى أخرون ان مباراة الديربي لها طعم خاص ولا يجب أن تتم مقاطعتها فهم لا يريدون أن يدخل اللاعبون اللقاء ومدرجات فريميجة فارغة من الجماهير، بالمقابل لن تكون هناك احتفالات ولا تيفوات لكن الحضور واجب، باعتبار انهم لم يتخلوا عن فريقهم منذ إنشائه سنة 1937. على النقيض من ذلك تسعى جماهير الرجاء إلى حضور اللقاء، بالرغم من المستوى الباهت الذي ظهر به الفريق الأخضر حتى الآن، وإن كان هذا الحضور يشفع له المرتبة التي يحتلها النادي في سبورة الترتيب، وإن كانت إلترات «غرين بويز» و»إيغلز» و»غلادياتور» لم تعلن لحد الآن عن رفعها للتيفو خلال الديربي، بالرغم من الإجتماع الأخير الذي عقدته مع رئيس اللجنة التنظيمية مصطفى دهنان. وتعيش مدينة الدارالبيضاء قبل مباراة الديربي أجواء باردة عكس مواجهة الإياب، و قد يفسر البعض هذا الركود في بيع التذاكر غلى تضاؤل حظوظ الوداد في الفوز باللقب، إضافة إلى الضربات التي تلقاها خلال هذا الموسم بانهزامه في المباراة النهائية لنيل دوري عصبة أبطال إفريقيا وإقصائه من منافسات كأس العرش.. واعتادت شوارع المدينة الإقتصادية على رواج منقطع النظير خلال السنوات الماضية، من خلال التنافس على شراء شعارات الفريقين وكل ما يتعلق بوسائل التشجيع بالنسبة لجميع الفئات العمرية، خصوصا من طرف عنصر الشباب الذين اعتادوا خلق نوع من الإحتفالية داخل المدرجات. وقد تكون للإجراءات الإحترازية الأخيرة بمنع القاصرين، سببا في عدم الإقبال «الضعبف» على مباراة بعد غد السبت، خصوصا إن المباريات الأخيرة عرفت حضورا كبيرا لهذه الفئة من الجماهير والتي باتت مصدر إزعاج في أغلب الملاعب الوطنية. الرجاء اتخذ اجراءات تنظيمية ترمي إلى تحويل اللقاء إلى عرس كروي يقدم صورا راقية بعيدا عن أحداث الشغب والفوضى والعنف، خصوصا بعد الأحداث المؤسفة التي اندلعت في الملاعب مؤخرا تشوه سمعة الرياضة والرياضيين، وبالتالي يجب أن لا تتكرر مثل هذه الأعمال التي من شأنها أن تسيء إلى صورة المغرب الذي هو مقبل على العديد من الإستحقاقات بداية من السنة المقبلة. إذا فالمقاطعة التي دعت إليها إحدى فصائل الأحمر ليست هي الحل الوحيد لنبذ العنف والشغب، بل أن الورشات التحسيسية والإجتماعات المتواصلة للحديث عن أهمية هذه الظاهرة هي من شأنها أن تحد من عدم تكرار مثل هذه المآسي التي باتت تعيشها أغلب الملاعب الرياضية.