أن يتقدم وزيران في حكومة عبد الإله بنكيران بطلب إعفائهما من مهامهما الحكومية بسبب زوبعة أثيرت حول حياتهما الشخصية أمر جيد وغير مسبوق في بلاد يتشبث فيها السياسيون بالكراسي إلى آخر لحظة. الأكيد أن طلب الإعفاء الذي تم التقدم به إلى رئيس الحكومة من أجل الخروج من الحكومة ينم عن شجاعة سياسية أظهرها الوزيران حينما قررا التخلي عن منصبيهما الوزاريين والتفرغ لحياتهما الخاصة. إن ما يحدث غير مألوف لدى المغاربة على اعتبار أن سياسيين خلال الحكومات السابقة طاردتهم الفضائح دون أن تتوفر لهم الشجاعة لطب إعفائهم كما حدث مع وزيري حزب العدالة والتنمية. من المؤكد أن ما حدث يجب أن يشكل درسا للنخبة السياسية المغربية، لأن التخلي عن المنصب الحكومي أمر جيد حينما تثار حول المسؤولين الشبهات. لقد استحق وزيرا الحكومة اللذان طلبا إعفاءهما من منصبيهما الحكوميين، وبغض النظر عن الأسباب التي حملتهما على اتخاذ قرار من هذا القبيل، احترام المغاربة لأنهما كرسا ظاهرة جديدة لم يتعود عليها المواطنون، في الوقت الذي ظل فيه التشبث بالكراسي يسيء إلى السياسة والسياسيين ويساهم في العزوف عن العمل السياسي ويؤجج التطاحن على المناصب الوزارية. الأكيد، إذن، أن الحكومة الحالية كانت محتاجة إلى تغيير ولو خلال أشواطها الأخيرة من أجل ضخ دماء جديدة داخل الفريق الحكومي الذي يسعى إلى تنفيذ أكبر عدد ممكن من الإصلاحات قبل موعد الانتخابات.