عبر سكان دوار الدوبة وأولاد عياد بجماعة أهل أنكاد الحدودية الواقعة تحت النفوذ الترابي لعمالة وجدة أنجاد، عن امتعاضهم وتذمرهم من سلوك مسؤولي جماعتهم، الذين لم يتحركوا لإنقاذهم من معاناتهم اليومية للبحث عن قطرة ماء لإطفاء عطشهم وعطش بهائمهم، رغم الميزانيات الضخمة التي صرفت على ذلك، في إطار توفير الماء الشروب لكافة دواوير العالم القروي. السكان المتضررون عبر عن شعورهم بالحكرة والإقصاء والتهميش المفروضة عليهم وأكدوا على أن محاصرتهم جاء نتيجة سلوك انتقامي وعقابا لهم لعدم التصويت على هؤلاء المسؤولين الجماعيين في الانتخابات الجماعية الأخيرة، مع العلم أنهم مواطنون كباقي المغاربة يضمن حقوقهم الدستور، في الحياة والعيش الكريمين. سكان هذه الدواوير المقصية يعانون من العطش الشديد، ويضطرون لقضاء الساعات الطوال في انتظار أن يشغل أحد المحسنين بئرا من الآبار الفلاحية القليلة الصالحة للشرب بالمنطقة، لتتم محاصرتها من طرف السكان للظفر بقنينة ماء تروي عطشهم وتمنحهم آمالا في حياة أقل قسوة، مع الإشارة إلى أننا على أبواب شهر رمضان الفضيل وفصل الصيف بدأت بوادره تلوح بأيام قائظة مؤخرا. ثقب مائية أنشئت غير بعيد عن المنطقة لمدّ السكان بالماء الشروب وتجنيبهم معاناة البحث عنه، ومُدت القنوات ليظل الوضع على ما كان عليه ويبقى المشروع في آخر المطاف بدون جدوى رغم الميزانية الضخمة التي رصدت لذلك والآمال التي عقدت عليه، الوضع الذي يدفع السكان، أطفالا ونساء ورجالا، إلى الخروج منذ الساعات الأولى من صباح كلّ يوم، بحميرهم المحملة بعشرات القنينات والصفائح، بحثا عن الماء يروون به عطشهم وعطش ماشيتهم، يتزودون به من الآبار القليلة الصالحة للشرب المنتشرة في المنطقة والتي هي في الأصل آبار فلاحية خاصة بالري. سكان من المنطقة أكدوا، أن فرعية الدوبة التابعة لمجموعة مدارس المهدي بن تومرت، التي يتابع فيها أطفال المنطقة دراستهم، تعاني هي أيضا من انعدام الماء الصالح للشرب، حيث يضطر التلاميذ إلى إحضار قارورات من الماء معهم في الوقت التي تتوفر فيه جماعة أهل أنكاد القروية على شاحنة صهريجية كان من الواجب حسب السكان، أن تستعمل في تزويد المدرسة والسكان بالمياه الصالحة للشرب، الأمر الذي جعل عددا من الآباء و أولياء الأمور يطالبون ويناشدون السلطات المحلية والقائمين على الشأن التربوي بضرورة رفع هذا الحيف وتزويد المدرسة بالماء وبالخصوص في المرافق الصحية. سكان المنطقة العطشى يعولون على تدخل محمد مهيدية، والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد، والذي جعل العالم القروي من أولوياته وساكنه في صلب اهتماماته، لرفع الحصار المضروب عليهم والتسريع من وتيرة الأشغال التي يشرف عليها المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، من أجل ربط منازلهم بهذه المادة الحيوية، محملين المسؤولية الكاملة في معاناتهم لرئيس المجلس القروي والمستشارين الذين لم يتحركوا في هذا الشأن، للحدّ من معاناتهم وينتظرون الاستحقاقات المقبلة للظهور للسكان، وهي الاستحقاقات التي تتزامن مع موسم الحرّ والعطش.