لم تتوقف تداعيات المباراة التي جمعت بسطيف بين الرجاء ووفاق سطيفالجزائري ضمن منافسات عصبة الأبطال الإفريقية لكرة القدم. لقد عقد رئيس فريق وفاق سطيف، الجزائري حسن حمار أول أمس الأربعاء ندوة صحفية، سعى من خلالها لصب الزيت على النار عندما خلط الأوراق، وحول نفسه إلى ناطق باسم الشعب الجزائري، عندما قال:» نحن الجزائريون بوليساريو»، علما أن الشعب الجزائري نأى بنفسه عن الصراعات السياسية وعن قضية لا يد له فيها وتثقل كاهله، بينما يصر حمار وفاق سطيف على إدخال شعب بأكمله إلى هذا «المستنقع الآسن». بدا الرجل وهو يتحدث كما لو أنه في حالة غير طبيعية، بل إن رئيس وفاق سطيف بدا أشبه ب»حياح» وليس رئيسا لفريق حامل للقب عصبة الأبطال الإفريقية، من المفروض فيه الاتزان والتعقل والهدوء، لا أن يتحول في أرضية الملعب إلى ملاكم، وخارجه إلى أي شيء، أما أن يتحدث الرجل عن البوليساريو وعن أمور بعيدة كل البعد عن كرة القدم، فبلا شك فإن الرجل يحاول أن يقدم القرابين لعسكر الجزائر، وأن يلعب دورا في «معركة» خاسرة للنظام الجزائري. لقد ارتكب حمار وفاق سطيف أخطاء فادحة، وكشف عن وجه قبيح لمسير لا يملك الحد الأدنى من أبجديات التسيير، ولا يدرك أن كرة القدم في الأول والأخير مجرد رياضة، المفروض فيها أن تقدم المتعة للجمهور سواء في الملعب أو خارجه وأن تكون مجالا للتنافس الرياضي الشريف، وليس مجالا للصراعات، ولخلق العداوة بين شعبين يرفعان دائما شعار «حنا خاوة بلا عداوة». وإذا كان رئيس وفاق سطيف وقع في المحظور، فإن هذا لا يمنع من القول إن محمد بودريقة رئيس الرجاء لم يكن عليه أن يمضي معه في نفس الطريق، وأن يدخل في مشاداة وملاسنات ومواجهات كلامية، وأن يعطي بدوره صورة سلبية عن المسيرين المغاربة، وأن يسمح لمسير من طينة حمار بأن ينعت المغاربة بأوصاف شجبها الجزائريون قبل المغاربة. لقد قال حمار وفاق سطيف أيضا إن على المغاربة أن يكتفوا بمتابعة الفرق الجزائرية وهي تشارك في عصبة الأبطال الإفريقية، كما لو أن الرجل لم يدرك بعد أن الجزائر والمغرب بلدن متخلفان في المجال الرياضي بدليل نتائجهما في الألعاب الأولمبية، وأنهما في حاجة معا إلى الكثير لتكون لهما مكانة بارزة، وأن مسيرين من طينة حمار أو حتى بودريقة لا يمكن لها أن يساهما في الإقلاع الرياضي بالبلدين. لذلك، نهمس في أذن حمار وفاق سطيف اترك السياسة لأصحابها، ولا تحشر نفسك في لعبة قذرة تدفع الشعوب ثمنها غاليا.