في تطور مفاجئ للعلاقة المتشنجة بين الحكومة ونقابات الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، قررت هذه الأخيرة إلغاء احتفالات فاتح ماي لهذه السنة، وعزا الميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أسباب المقاطعة التي اتخذتها النقابات المذكورة لأول مرة في تاريخها إلى الموقف الحكومي المتشنج من الحوار والمطالب التي تقدمت بها المركزيات النقابية. وأكد مخاريق في تصريح ل»المساء» أن المكاتب الوطنية لكل من الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل، قررت في لقاء جمعها بمقر الاتحاد المغربي الشغل، ظهر أول أمس الثلاثاء، مقاطعة جميع أنواع الاحتفالات بمناسبة عيد الشغل، الذي يصادف فاتح ماي من كل سنة على الصعيد الوطني بجميع الأقاليم والجهات، وقال مخاريق إن هذا القرار يُتخذ لأول مرة في تاريخ الحركة النقابية بالمغرب، احتجاجا على السلوك الحكومي تجاه مطالب الطبقة العاملة المغربية. وأوضح مخاريق أن فاتح ماي لهذه السنة سيكون بالنسبة للمركزيات النقابية الثلاث يوم حزن وليس يوم احتفال للخروج في «ديفيليات»، موضحا أن الحكومة لم تستجب لطلب الزيادة في الأجور ولم تستجب لدعوات الهيئات النقابية للحوار. وأشار مخاريق إلى أن المركزيات النقابية الثلاث، التي اتخذت قرار مقاطعة احتفالات فاتح ماي بالمغرب لأول مرة، قررت جعل شهر ماي لهذه السنة شهرا حافلا بكل أنواع الاحتجاجات والاستنكارات بالمغرب بجميع الأشكال النضالية. وأوضحت المركزيات النقابية الثلاث أنه بعد الوقوف على تجاهل الحكومة لكل المبادرات التي قامت بها المركزيات النقابية حول المطالب الملحة والمستعجلة للطبقة العاملة المغربية، والتي كانت آخرها المراسلة المرفوعة إلى رئيس الحكومة يوم الخميس 2 أبريل الجاري، للمطالبة بعقد اجتماع مستعجل قصد التوصل إلى نتائج ملموسة تلبي مطالب الطبقة العاملة المغربية وتستجيب لمطامحها وتطلعاتها، مضيفة أنها وبعد استنفادها لكل المساعي والمبادرات الكفيلة بإخراج الحوار الاجتماعي من المأزق الذي يتخبط فيه بسبب تعنت الحكومة، وبعد رفض هذه الأخيرة الاستجابة لأي من مطالب الطبقة العاملة المغربية، فإن المركزيات النقابية الثلاث قررت مقاطعة تظاهرات واحتفالات عيد الشغل فاتح ماي احتجاجا على السلوك الحكومي اللامسؤول تجاه مطالب الطبقة العاملة المغربية، مع جعل شهر ماي شهرا للاحتجاج والاستنكار بكل الأشكال النضالية . وحملت المركزيات النقابية الحكومة المسؤولية الكاملة في تردي أوضاع الطبقة العاملة المغربية وتهديد السلم الاجتماعي، داعية كافة مناضليها وعموم الأجراء إلى مضاعفة التأهب والاستعداد لأجرأة البرنامج النضالي الذي سيتم الإعلان عنه لمواجهة المواقف المتعنتة للحكومة. يذكر أن المركزيات الثلاث المقاطعة لاحتفالات فاتح ماي كانت قد أصدرت ملصقات فاتح ماي وشرعت منذ مدة في الاستعداد لتنظيم احتفالات عيد الشغل، قبل أن تتخذ هذا القرار إثر مجموعة من اللقاءات التي جمعت مسؤولين بالمركزيات النقابية خلال اليومين الماضيين، توجت نتائجها بقرار المقاطعة احتجاجا على حكومة عبد الإله بنكيران .