على بعد ستة كيلومترات من مركز وجدة جنوبا يوجد دوار يعيش في القرون الغابرة بمنطقة قاحلة بدون مسالك ومازال يبحث عن الماء، بعد أن تم "امتصاص" مياه القناة الرئيسية التي كانت تمد سكانه بهذه المادة الحيوية، بطريقة غير شرعية من طرف البعض الذين فضلوا استنزافها بغير حق"، يقول الشيخ بوزيو، أحد السكان المتضررين، أمام أعين أعضاء المجلس القروي وقائد المنطقة، وحولوها نحو حقولهم لسقي منتوجاتهم ومزروعاتهم وبيعها في الأسواق الأسبوعية على حساب حياة آلاف السكان والأغنام، الذين افتقدوا هذه المادة الحيوية من حنفياتهم التي كانت مناسبة لتجمعاتهم. سكان دوار أولاد السعيدي فرقة أولاد عزوز بجماعة أهل أنجاد، الذي يضم حوالي 700 نسمة، وجهوا شكايات إلى المسؤولين في شأن إقدام بعض الأشخاص على إحداث ثقب في القناة الرئيسية التي تمدهم بالماء الصالح للشرب، دون خوف، لإيصال مياهها إلى حقولهم واستعمالها في ري أراضيهم، في الوقت الذي لا يجدون هم وماشيتهم حتى جرعة ماء للشرب، مع العلم أنهم مقبلون على شهر رمضان وفصل الحرّ. وذكر السكان المتضررون المسؤولين في شكايتهم بامتلاكهم للقناة بحكم أنهم حصلوا عليها منذ 1982 في إطار تزويد القرى بالماء الصالح للشرب عبر مد أنبوب رئيسي من جبال بني بوحمدون إلى غاية سيدي الماحي بدوار أولاد السعيدي حيث يوجد الخزان الرئيسي مع وضع ثلاث حنفيات رئيسية، حتى يستقروا بأراضيهم، متهمين هؤلاء باختلاس وسرقة الماء الشروب بدون وجه حقّ والتسبب في الحكم عليهم وعلى مواشيهم بالموت عطشا بعد جفاف الحنفيات ودفعهم للرحيل والتخلي عن أراضيهم، كما وقع لبعض أبناء عمومتهم، وطالبوا بفتح تحقيق حول هذا الوضع ومحاسبة المتجاوزين للقانون ومتابعتهم قضائيا وكذا متابعة من يحميهم. هجر بعض السكان لعجزهم عن مقاومة العطش والاحتفاظ بأغنامهم وبهائمهم، إذ يتطلب المكوث بهذه الدواوير نوعا من الجهاد يتمثل في توفير الماء للأسرة والزريبة بضمان صهريج من الماء تتراوح قيمته ما بين 300 و 350 درهما، ينفد بعد ثلاثة أيام لكثرة الأفواه العطشى من البشر والحيوان خلال الفترة الطويلة من الحر والجفاف. وأكدت الشكايات أن جوهر المشكل يكمن في الطريقة الت زعم هؤلاء أنهم يستفيدون بها من رخص استغلال هذا الماء الذي هو ملك عام، لسقي ضيعاتهم الظاهرة التي أينعت دون مراعاة من هم في أمس الحاجة إليه ليرووا عطشهم، مع العلم أن الغريب في هذا الاستغلال أنه يتم بدون عدادات مما يدفع إلى العديد من التساؤلات رغم أن المشكل قائم منذ أكثر من 10 سنوات. ومن جهة أخرى، عبر مجموعة من السكان عن عجزهم عن ربط منازلهم بشبكة الماء الشروب بحكم المصاريف المرتفعة التي تفوق 5 آلاف درهم، مع العلم أن جلّهم فلاحون بسطاء وفقراء ولا يملكون قوت يومهم.