تحتضن مكتبة الدولة بالعاصمة الألمانية برلين مصحفا ومخطوطة قرآنية يعودان للقرنين الأول والثاني الهجري، مما يجعلهما الأقدم من نوعهما في العالم، حسب ما أكده مؤخرا أهم مركز تحليل تقني بسويسرا. واعتبرت المكتبة أن النتائج التي توصل إليها المركز السويسري تدلل على امتلاكها كنزا ثقافيا فريدا من نوعه ولا يقدر بثمن. وتؤكد نتائج توصل إليها مركز التحليل الاتحادي السويسري في زيوريخ أن المخطوطة القرآنية تعتبر الأقدم في العالم ويعود تاريخها للفترة بين عامي 606 و652 للميلاد.وأشار المركز السويسري إلى أن نتيجة التحليلات التي أجراها على المخطوطة باستخدام نظائر الكربون المشع (سي 14) تبين أنها ترجع للسنوات الأخيرة في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو إلى ما بعد وفاته بعشرين عاما على الأكثر. والمخطوطة المكونة من سبع رقائق من جلد الحيوانات، كتبت عليها آيات من سورتي النساء والمائدة، وبدت آثار الزمن والقدم واضحة عليها. كما أعلن المركز السويسري أن تحليلاته أثبتت أيضا أن مصحفا يضم 85% من سور القرآن الكريم يوجد ضمن مقتنيات مكتبة برلين هو الأقدم في العالم ويعود تاريخه إلى الفترة بين عامي 670 و770 للميلاد، وهو ما يوافق نهاية القرن الأول الهجري. وقال رئيس قسم المخطوطات الشرقية بمكتبة برلين كريستوف راوخ إن تحديد المركز السويسري لعمر المخطوطة القرآنية والمصحف لم يكن مفاجأة كاملة، لأن المكتبة خمنت لفترة طويلة أن الاثنين يعودان لمرحلة مبكرة من صدر الإسلام، وأوضح راوخ أن هذه التحليلات أجراها المركز السويسري ضمن مشروع «'كوروبوس كورآنيكوم» الذي تجريه الأكاديمية الألمانية للعلوم بتمويل من حكومتي ألمانيا وفرنسا لدراسة التطور التاريخي لتدوين وكتابة القرآن الكريم.