نظمت وزارة الثقافة، بشراكة مع عمالة إقليمخريبكة والمجلس الإقليمي والمجمع الشريف للفوسفاط والمجالس الجماعية لمدن خريبكةووادي زم وأبي الجعد، الدورة الخامسة عشرة للمهرجان الوطني لفن عبيدات الرما أيام 17 و18 و19 أبريل 2015، بمشاركة 44 فرقة تمثل أقاليم وجهات مختلفة من المملكة. وحسب اللجنة المنظمة، فإن المهرجان يهتم بجانب من الموروث الثقافي، ويمثل ملتقى وطنيا سنويا لاستمرار التواصل بين شيوخ عبيدات الرما والباحثين للتعريف بهذا النمط الغنائي التراثي، الذي يربط الماضي بالحاضر في تلاحم يجسد غنى الثقافة المغربية بمختلف تعبيراتها وأشكالها. وعرفت الدورة التي تم افتتاحها، الجمعة الماضي، بالمركب الثقافي بمدينة خريبكة تكريم شيخي الرما «محمد لشهب» من إقليم بنسليمان و«الشرقي السربوتي» من دائرة وادي زم، اعترافا بمساهمتهما في الحفاظ على هذا اللون التراثي الأصيل ونقله إلى الأجيال الصاعدة، كما تم تنظيم ندوة فكرية تحت عنوان «عبيدات الرما … تاريخ وتراث» بالكلية متعددة التخصصات بخريبكة التي نشطها كل من الدكتور لكبير الشميطي، والأستاذ الباحث عمو عسو، والشرقي نصراوي حاول من خلالها الأساتذة المؤطرون الوقوف عند الطريقة التي يشتغل بها التراث في فن عبيدات الرما، وتجلياته وصداه من خلال مقاومة القبائل المغربية وخاصة قبائل منطقة وادي زم. ومن جهته، أشار عبد الحق أفندي مدير الفنون بوزارة الثقافة، خلال كلمته، إلى الغنى الحضاري والتنوع الثقافي والفني الذي يحظى به المغرب بفضل موقعه الجيوستراتيجي وانفتاحه عبر التاريخ على عدد من الحضارات والثقافات، ما جعله مضرب الأمثال في التسامح والوسطية والاعتدال. وأكد على اهتمام وزارة الثقافة بإرساء استراتيجية تهدف إلى صيانة الموروث الثقافي والفني المغربي، وذلك عن طريق تأسيس شبكة من المهرجانات التراثية والموضوعاتية، بتعاون مع الشركاء الذين انخرطوا في هذا المجال من أجل حماية الموروث الثقافي وضمان استمراريته عبر الأجيال وتشجيع دعم ومواكبة الممارسين، وخاصة الشباب والناشئة للتعاطي مع هذا الموروث فرجة وممارسة. واعتبر ممثل وزارة الثقافة المهرجان الوطني لعبيدات الرما في دورته الخامسة عشرة غيضا من الفيض الحضاري والثقافي وقبسا من توهج الإبداعات والتعابير الفنية المغربية، ولخص المتحدث أهداف فن عبيدات الرما عبر التاريخ في الفرجة والترفيه بفضل الحمولة الموسيقية، وعكسه المعيش اليومي وتعلقه بالوجدان الشعبي، إضافة إلى الدور الأساسي والقوي لكون فن عبيدات الرما التحم منذ القدم بالقضايا الوطنية الكبرى وعلى رأسها مقاومة المستعمر، عن طريق استنهاض الهمم والحث على التصدي لمخططات المعمرين والنقد اللاذع والساخر من الاستعمار وعملائه.