يتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم عدة فقرات فنية وثقافية، من روض فنية متنوعة، وإحياء سهرات فنية في كل من خريبكةووادي زم وأبي الجعد، فضلا عن تنظيم حفل فني لفائدة نزلاء المؤسستين السجنيتين بخريبكةووادي زم، وندوة فكرية بالكلية المتعددة التخصصات حول موضوع "اعبيدات الرما ... تاريخ وتراث"، وتعرف مداخلة الدكتور لكبير الشميطي تحت عنوان "اشتغال التراث في فن اعبيدات الرماة"، ومداخلة الأستاذ عسو عمو عن كلية التخصصات بخريبكة تحت عنوان "صدى المقاومة الوطنية المغربية في قصيدة عبيدات الرما". واحتضنت قاعة العروض الكبرى بالمركب الثقافي بخريبكة، الجمعة الماضي، افتتاح فعاليات هذه الدورة التي تنظمها وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وعرف حفل الافتتاح، الذي حضره عامل إقليمخريبكة عبد اللطيف شدالي، ورئيس المجلس الإقليمي والمنتخبون، وأطر وزارة الثقافة وفعاليات المجتمع المدني، تكريم الشيخ محمد لشهب من إقليم بن سليمان، والشيخ الشرقي السربوتي من دائرة وادي زم، اعترافا بما قدماه لأزيد من ثلاثين سنة، لهذا اللون الفني التراثي الجميل الذي توارثته الأجيال الصاعدة أبا عن جد. كما تم تقديم عرض مسرحي تحت عنوان "محبة الوطن"، من توقيع الفنان عبدالغني الصناك، الذي لامس من خلاله فنونا أخرى تراثية، تلته لوحات فنية أخرى لفرق مشاركة في التظاهرة. وقال مدير الفنون بوزارة الثقافة عبد الحق أفندي، في كلمة باسم الوزارة، إن المهرجان الوطني لفن اعبيدات الرما يندرج في إطار استراتيجية وزارة الثقافة الهادفة بالأساس إلى حماية وصيانة الموروث الثقافي والفني المغربي وضمان استمراريته عبر الأجيال وتشجيع ودعم ومواكبة الممارسين، مضيفا أن هذا المهرجان يمثل قيمة حضارية وثقافية وقبسا من توهج الإبداعات والتعابير الفنية المغربية. وأبرز أن المهرجان يشكل مناسبة للاحتفاء بموروث ثقافي عريق يمثل مكونا مهما من الذاكرة المغربية والثقافة الوطنية الغنية والأصيلة وموروثا متعدد الروافد والمصادر يحمل أبعادا فنية وجمالية تدل على أصالة الثقافة المغربية، مؤكدا على أن فن اعبيدات الرما، بالإضافة إلى تحقيقه للفرجة والمتعة والترفيه بفضل حمولته الموسيقية والكوريغرافية، يعكس المعيش اليومي ويتعلق بالوجدان الشعبي وبقيمة الثقافة ودورها في بناء الإنسان. وحسب المنظمين للمهرجان، المنظم بشراكة مع عمالة إقليمخريبكة والمجلس الإقليمي والمجالس الجماعية لمدن خريبكةووادي زم وأبي الجعد، فإنه يهدف، بالأساس، إلى إحياء فن اعبيدات الرما والحفاظ عليه وحمايته وصيانته، وكذا العناية والاهتمام بالشيوخ والجمعيات والفرق الممارسة في هذا المجال وتشجيعها وتحفيزها ماديا ومعنويا من أجل الإنتاج والعطاء المستمر. ويشكل المهرجان، المنظم بدعم من المجمع الشريف للفوسفاط، مناسبة للاهتمام والعناية بجانب من الموروث الثقافي، وملتقى سنويا لاستمرار التواصل بين شيوخ اعبيدات الرما والباحثين بهدف التعريف بهذا النمط الغنائي التراثي الذي يربط الماضي بالحاضر في تلاحم يجسد غنى الثقافة المغربية بمختلف تعبيراتها وأشكالها.