قال عبد الله بوانو، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، خلال الاجتماع الأسبوعي للفريق، المنعقد صباح أمس، إن التحقيق في حادث طانطان «نريد له إشرافا مركزيا حتى لا يقع التلاعب محلياً وأن يكون نزيها وشفافا ويطلع عليه الرأي العام ولا يتم التشويش عليه ببلاغ أو أي تصريح». وأضاف: «مرحباً بربط المسؤولية بالمحاسبة، ونذكركم بعشرات الضحايا في مجال النقل والسكك وفي المخيمات وتسريب امتحانات البكالوريا». ووريت الثرى، مساء أول أمس الاثنين، بمقبرة الغفران بمدينة الدارالبيضاء في غياب أي حضور رسمي، جثامين ثلاث ضحايا من فاجعة طانطان، ويتعلق الأمر بالفتاة هبة التي قضت في الحادث رفقة جدتها فاطمة نعيم، بينما كانتا متوجهتين صوب مدينة العيون لزيارة العائلة، كما ووري الثرى جثمان سائق الشاحنة التي اصطدمت بحافلة الركاب في الحادث، الذي أودى إلى حدود أمس الثلاثاء بحياة 34 شخصا. وأقيمت مراسيم الجنازة في غياب الوالي خليد سفير، الذي ناب عنه مسؤولون في السلطة المحلية، حيث تم دفن الجثامين الثلاثة جنبا إلى جنب بمقبرة الغفران بعد أداء صلاة الجنازة عليها. وأوضحت مصادر قريبة من عائلة الفتاة وجدتها اللتين قضيتا في الحادث أن الأخيرة كانت تقيم بحي التشارك، فيما كانت تقيم الفتاة مع أسرتها بإقامة البيضاء وتدرس بمستوى الباكالوريا. وأكد المصدر ذاته أن عائلة الضحيتين لم تتلق خبر وفاتهما إلا بعد أزيد من 24 ساعة من وقوع الحادث، على اعتبار أن تفحم الجثث حال دون التعرف على هويات الضحايا، وهو ما تطلب استدعاء أحد أفراد العائلة للالتحاق بمستشفى مدينة كلميم لأخذ عينة من الحمض النووي لمطابقتها بالحمض النووي للجثث، مضيفا أن والد الضحية كان يعمل خارج المغرب والتحق بأرض الوطن، بعد أن تم إخباره بالحادث الذي أودى بحياة ابنته. وفي سياق متصل، كشفت التحقيقات التي تمت مباشرتها من طرف الدرك الملكي أن الشاحنة التي تسببت في الحادث لم تكن مخصصة لنقل البنزين، غير أنها كانت تحمل خزانات إضافية للوقود يعمد غالبا السائقون، الذين يقطعون المسافات الطويلة، إلى إضافتها إلى شاحناتهم من أجل تفادي المشاكل التي يمكن أن تنجم عن استهلاك كميات الوقود التي تكون بحوزتهم.